أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5225 - ما صحة هذا الدعاء؟

02-06-2012 71013 مشاهدة
 السؤال :
ما صحة هذا الدعاء، وهل ورد في الحديث الشريف: «يا ودود، يا ذا العرش المجيد، يا فعَّال لما يريد، أسألك بعزِّك الذي لا يُرام، ومُلكك الذي لا يُضام، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك، أن تكفيني شرَّ هذا اللص، يا مغيث أغثني، ثلاث مرار»؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5225
 2012-06-02

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد جاء في أسدِ الغابةِ وغيرِهِ عن أنسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قال: (كانَ رجلٌ من أصحابِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنَ الأنصارِ يُكَنَّى أبا معلق، وكانَ تاجراً يَتَّجِرُ بِمالِهِ وَلِغيرِهِ يَضربُ به في الآفاقِ، وكانَ ناسِكَاً وَرِعاً، فَخَرَجَ مَرَّةً، فَلَقِيَهُ لِصٌّ مُقَنَّعٌ في السِّلاحِ، فقالَ لهُ: ضَع ما مَعَكَ فَإِنِّي قَاتِلُكَ، قال: ما تُريدُ إلى دَمِي، شَأنُكَ بالمالِ، فقال: أمَّا المالُ فَلِي، ولستُ أريدُ إلا دَمَكَ، قال: أمَّا إذا أَبَيتَ فَذَرني أُصلِّي أَربَعَ رَكعاتٍ، قال: صَلِّ ما بَدَا لكَ، قال: فَتَوَضَّأ ثمَّ صَلَّى أربَعَ رَكعاتٍ، فكانَ من دُعائِهِ في آخرِ سَجدةٍ أن قال: (يا وَدُودُ، يا ذا العرشِ المجيدِ، يا فعَّالُ لِما يريدُ، أَسأَلُكَ بِعِزِّكَ الذي لا يُرامُ، ومُلكِكَ الذي لا يُضامُ، وبِنُورِكَ الذي مَلأَ أركانَ عَرشِكَ، أن تَكفِيَنِي شَرَّ هذا اللِّصِّ، يا مُغيثُ أَغِثنِي، ثلاثَ مِرار) قال: دَعَا بها ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَإِذا هوَ بِفارسٍ قد أَقبَلَ بِيَدِهِ حَربةٌ واضِعُها بينَ أُذُنَي فَرَسِهِ، فَلمَّا بَصُرَ به اللِّصُّ، أَقبَلَ نَحوَهُ فَطَعَنَهُ فَقَتَلَهُ، ثمَّ أَقبَلَ إليه فقال: قُم، قال: مَن أنتَ بأبي أنتَ وأُمِّي، فَقد أَغَاثَنِي اللهُ بكَ اليومَ؟ قال: أنا ملَكٌ من أهلِ السماءِ الرَّابعةِ، دَعَوتَ ِبُدعائِكَ الأولِ فَسمِعتُ لأبوابِ السماءِ قَعقَعَةً، ثمَّ دَعَوتَ بِدُعائِكَ الثاني فَسَمِعتُ لأهلِ السماءِ ضَجَّةً، ثمَّ دَعَوتَ بِدُعائِكَ الثالث فقيلَ لي: دُعاءُ مكروبٍ، فسألتُ اللهَ تعالى أن يُوليني قَتلَهُ.

قال أنسٌ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: فاعلم أنَّهُ من تَوَضَّأَ وصلَّى أربعَ رَكعاتٍ وَدَعَا بهذا الدُّعاءِ استُجيبَ له، مَكروباً كانَ أو غير مكروبٍ).

وبناء على ذلك:

 فالحديث أخرجه ابنُ أبي الدنيا في: "مُجابو الدعوة"، وابنُ الأثيرِ في: "أسدِ الغابةِ"، والحديثُ إن لم يكُن موضوعاً فهوَ حديثٌ ضعيفٌ.

أمَّا جُملةُ الدُّعاءِ فليسَ فيها شيءٌ من الإنكارِ، فهيَ كلماتٌ صحيحةٌ عظيمةٌ، ويُسألُ اللهُ تعالى بها، ومن أرادَ أن يدعُوَ اللهَ تعالى بهذا الدُّعاءِ فلا حَرَجَ في ذلكَ، مع الاعتقادِ بأنَّ هذا الحديثَ إن لم يكُن موضوعاً فهوَ ضعيفٌ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
71013 مشاهدة