أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

2466 - معنى الدعاء للميت: اللهم أبدله داراً خيراً من داره...

03-11-2009 76541 مشاهدة
 السؤال :
لقد حضرت مكان عزاء، فوجدت طالب علم يتحدث بأنه ما ينبغي أن نقول أثناء الدعاء للميت: (اللهم أبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله) لأن في ذلك جرحاً لفؤاد لأهله، فهل هذا الكلام صحيح؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 2466
 2009-11-03

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي عبد الرحمن عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ رضيَ اللَّه عنهُ قال: (صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَنَازَةٍ، فَحَفِظْتُ مِنْ دُعَائِهِ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ، وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنْ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأَبْيَضَ مِنْ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلاً خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِنْ زَوْجِهِ، وَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَأَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ أَوْ مِنْ عَذَابِ النَّارِ. قَالَ: حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ أَنَا ذَلِكَ الْمَيِّتَ).

فهذا الدعاء ورد في الحديث الصحيح عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف يكون فيه جرح لفؤاد أهل الميت؟ بل على العكس من ذلك تماماً فيه شفاءٌ لما في صدورهم بإذن الله تعالى، لأن كلام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسم وشفاء للقلب المجروح.

وربما أن يكون عدم فهم كلام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الدعاء سبباً لكلام هذا الأخ طالب العلم.

فقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ). لا شك بأن دار الآخرة خير من دار الدنيا، والنزل في الآخرة خير من منازله في الدنيا، فمنازل الدنيا من صنع البشر، والنزل في الآخرة من إعداد رب العالمين، قال تعالى: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِين}. فأي إعداد خير؟ هل إعداد البشر أم إعداد الله تعالى ربِّ البشر؟

وأما قوله صلى الله عليه وسلم: (وَأَهْلاً خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ وَزَوْجًا خَيْرًا مِنْ زَوْجِهِ). فالمراد بالإبدال في الأهل والزوجة إبدال الأوصاف لا الذوات، وذلك لقوله تعالى:{أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}. ولقوله تعالى:{ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّار * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَاب}. ولقوله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ نِسَاءَ الْجَنَّةِ مِنْ نِسَاءِ الدُّنْيَا أَفْضَلُ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ) رواه الطبراني. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
76541 مشاهدة