أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

304 - ثواب الإنسان على المصائب

02-05-2007 248 مشاهدة
 السؤال :
هل المصائب التي تنزل بالإنسان يثاب عليها أم لا؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 304
 2007-05-02

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَالإِنْسَانُ يُثَابُ عَلَى صَبْرِهِ عَلَى المُصِيبَةِ، أَمَّا المُصِيبَةُ بِحَدِّ ذَاتِهَا فَهِيَ كَفَّارَةٌ لِذَنْبٍ مِنَ الذُّنُوبِ، وَذَلِكَ لِمَا أَخْرَجَهُ البخاري عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ مُصِيبَةٍ تُصِيبُ المُسْلِمَ إِلَّا كَفَّرَ اللهُ بِهَا عَنْهُ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا».

وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى للبخاري كَذَلِكَ، قَالَ: «مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ، وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ».

هَذَا إِذَا لَمْ تَكُنِ المُصِيبَةُ مِنْ فِعْلِ إِنْسَانٍ، فَإِنْ كَانَتْ مِنْ فِعْلِ إِنْسَانٍ: كُفِّرَ بِهَا مِنْ سَيِّئَاتِهِ، وَأَخَذَ بِهَا مِنْ أَجْرِ غَيْرِهِ، وَحَمَلَ غَيْرُهُ وِزْرَهُ، كَمَا في حَدِيثِ المُفْلِسِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا المُفْلِسُ؟».

قَالُوا: المُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ.

فَقَالَ: «إِنَّ المُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ، وَصِيَامٍ، وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ». رواه مسلم.

وَإِنْ لَمْ يَكُنْ للمُصَابِ ذَنْبٌ عُوِّضَ عَنْ ذَلِكَ بِالثَّوَابِ بِمَا يُوَازِي المُصَابَ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
248 مشاهدة
الملف المرفق