368ـ خطبة الجمعة: «فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ»

368ـ خطبة الجمعة: «فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ»

 

 368ـ خطبة الجمعة: «فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ»

 مقدمة الخطبة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا عباد الله، لقد أكرَمَنا رَبُّنا عزَّ وجلَّ بِدِينٍ أكمَلَهُ وأتَمَّهُ، فقال تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً﴾.

لقد أكرَمَنا اللهُ عزَّ وجلَّ بِدِينٍ جَعَلَ المُلتَزِمينَ به كَرَجُلٍ واحِدٍ، وكالجَسَدِ الوَاحِدِ، فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الْمُؤْمِنُونَ ـ وفي روايةٍ: المُسلِمونَ ـ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ، إِن اشْتَكَى رَأْسُهُ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالْحُمَّى وَالسَّهَرِ» رواه الإمام مسلم عَن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ.

وفي روايةٍ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى».

لقد أكرَمَنا اللهُ عزَّ وجلَّ بِدِينٍ نَشْرُفُ بأنْ نَدْعُوَ إلَيهِ البَشَرِيَّةَ جَمعاءَ، نَشْرُفُ بأنْ نَدْعُوَ النَّاسَ إلى دِينٍ صَانَ الدِّماءَ والأموالَ والأعراضَ، نَشْرُفُ بأن نَدْعُوَ النَّاسَ إلى دِينٍ كامِلٍ، إلى دِينٍ كُلُّهُ رَحمَةٌ، إلى دِينٍ يُعطِي الإنسانَ حَقَّهُ، إلى دِينٍ كُلُّهُ شَفَقَةٌ ورَحمَةٌ، إلى دِينِ المُواساةِ.

المُواساةُ شِفاءُ المُؤمِنِ:

يا عباد الله، المُواساةُ شِفاءُ المُؤمِنِ، وهيَ مُلتَزِمَةٌ مَعَ الإيمانِ، فَكُلَّما عَظُمَ الإيمانُ عَظُمَتِ المُواساةُ، وكُلَّما ضَعُفَ الإيمانُ ضَعُفَتِ المُواساةُ، فَعَلى قَدْرِ الإيمانِ تَكونُ المُواساةُ.

ومن هذا المُنطَلَقِ كانَ سَيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هوَ أعظَمَ النَّاسِ مُواساةً لأصحابِ الحَاجَةِ، لأنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أكمَلُ المُؤمِنينَ إيماناً.

وعلى هذا رَبَّى سَيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أصحابَهُ الكِرامَ، حتَّى شَهِدَ اللهُ تعالى لَهُم بِقَولِهِ: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾.

«فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ»:

يا عباد الله، ونَحنُ نَعيشُ هذهِ الأزمَةَ القَاسِيَةَ أُريدُ أن أُسمِعَ أصحابَ النِّعمَةِ المَيسورينَ، أُريدُ أن أُسمِعَ أصحابَ البُيوتِ الفَارِغَةِ المُقفَلَةِ، أُريدُ أن أُسمِعَ التُّجَّارَ، وأن أُسمِعَ أصحابَ سَيَّاراتِ النَّقْلِ، وأُريدُ أن أُسمِعَ دَلَّالي العَقاراتِ حَديثَاً من أحاديثِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، أُريدُ أن أُسمِعَهُم ما روى الشيخان عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الْغَزْوِ، أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ، جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ».

يا عباد الله، وأنتُم تَعيشونَ هذهِ الأزمَةَ القَاسِيَةَ، وتَرَونَ إخوانَكُم قد نَزَحوا من بُيوتِهِم ومَحَلَّاتِهِم خَوفاً على أنفُسِهِم وأعراضِهِم وأطفالِهِم من القَتْلِ، تَرَكوا بُيوتَهُم وأموالَهُم يَنشُدونَ السَّلامَةَ، فهلَّا نُواسِيهِم بالنِّعمَةِ التي أسبَغَها اللهُ تعالى عَلَينا؟ هلَّا نَتَشَبَّهُ بالأشعَرِيِّينَ الذينَ قالَ عنهُم سَيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ».

هل فَكَّرَ أصحابُ النِّعمَةِ بهذا الشَّرَفِ العَظيمِ، وحَاوَلوا أن يَندَرِجوا تَحتَ هذا الشَّرَفِ العَظيمِ؟

الأشعَرِيُّونَ إذا أصابَتْهُم أزمَةٌ من الأزَماتِ كانوا كالجَسَدِ الوَاحِدِ، لم يَظهَرْ فيهِم تُجَّارُ الأزَماتِ، لم يَظهَرْ فيهِم أصحابُ الجَشَعِ في جَمْعِ المالِ.

هل سَمِعتَ هذا الحَديثَ الشَّريفَ يا صَاحِبَ البُيوتِ الفَارِغَةِ المُقفَلَةِ؟ وهل سَمِعَ هذا الحَديثَ الشَّريفَ أصحابُ النِّعمَةِ؟

«وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ»:

يا عباد الله، إنَّكُم تَرَونَ الأزمَةَ تَشتَدُّ، والأمَلُ بالله تعالى كَبيرٌ وعَظيمٌ أن تَنتَهِيَ هذهِ الأزمَةُ عاجِلاً، والأمَلُ بالله تعالى كَبيرٌ، لأنَّهُ إذا اشتَدَّ الحَبلُ انقَطَعَ، أسألُ اللهَ تعالى أن يُعَجِّلَ بالفَرَجِ.

يا عباد الله، تَرَونَ الأزمَةَ، وتَرَونَ إخوانَنا من أهلِ هذا البَلَدِ يَترُكونَ بُيوتَهُم في هذا الشِّتاءِ البَارِدِ، تَرَونَ الأطفالَ الرُّضَّعَ، والشُّيوخَ الرُّكَّعَ، وتَرَونَ النِّساءَ المَرضى، وتَرَونَ الرِّجالَ والنِّساءَ كُلُّهُم قد نَزَحوا من بُيوتِهِم يَنشُدونَ السَّلامَةَ والهُدوءَ والأمانَ، فهل بإمكانِ أصحابِ النِّعمَةِ أن يَسمَعوا حَديثَ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟

هل بإمكانِهِم أن يَسمَعوا حَديثَ الذي آمَنوا بأنَّهُ رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟

هل بإمكانِ الذي آمَنَ بأنَّ سَيِّدَنا رَسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هوَ شَفيعُ الأُمَّةِ أن يَسمَعَ حَديثَ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟

هل بإمكانِ الذي آمَنَ بِيَومِ القِيامَةِ، وآمَنَ بأنَّ النَّاسَ سَيَقِفونَ في أرضِ المَحشَرِ يَوماً كانَ مِقدارُهُ خَمسينَ ألفَ سَنَةٍ، حُفاةً عُراةً غُرلاً، أن يَسمَعَ حَديثَ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟

لِنَسمَعْ جَميعاً الحَديثَ الذي رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ، فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِيناً وَشِمَالاً.

فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا ظَهْرَ لَهُ، وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ».

قَالَ: فَذَكَرَ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ مَا ذَكَرَ، حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ لَا حَقَّ لِأَحَدٍ مِنَّا فِي فَضْلٍ.

المُؤمِنُ فَطِنٌ لَبيبٌ:

يا عباد الله، المُؤمِنُ فَطِنٌ لَبيبٌ صَاحِبُ فِراسَةٍ يَنظُرُ بِنُورِ الله، عِندَما رَأى سَيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هذا الرَّجُلَ على رَاحِلَتِهِ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِيناً وَشِمَالاً عَلِمَ أنَّهُ بِحَاجَةٍ، وأنَّهُ يَستَحْيِي أن يَطلُبَ بِلِسانِهِ، وكأنَّهُ قد انطَبَقَ عَلَيهِ قَولُ الله تعالى: ﴿يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً﴾.

يا عباد الله، هلَّا تَدَبَّرْنا قَولَ سَيِّدِنا أبي سَعيدٍ الخُدرِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ: حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ لَا حَقَّ لِأَحَدٍ مِنَّا فِي فَضْلٍ.

هل سَمِعَ المُؤَجِّرونَ لِبُيوتِهِم ومَحَلَّاتِهِم هذا الحَديثَ الشَّريفَ؟ وأنا لا أقولُ لَهُم: لا تأخُذوا أُجرَةً، ولكن كونوا رَحيمينَ بِطَلَبِ الأُجرَةِ، واتَّقوا اللهَ تعالى في النَّازِحينَ، وما أدراكَ، لَعَلَّكَ أن تَكونَ أنتَ من النَّازِحينَ في يَومٍ (ما) لا قَدَّرَ اللهُ تعالى، عامِلوا النَّازِحينَ من مُنطَلَقِ: عامِلِ النَّاسَ كما تُحِبُّ أن يُعامِلوكَ.

وهل سَمِعَ التُّجَّارُ البَاعَةُ هذا الحَديثَ الشَّريفَ، أينَ رَحمَتُكُم أيُّها التُّجَّارُ؟ لماذا تَرفَعونَ الأسعارَ في الأزمَةِ؟ تَقولونَ: ارتَفَعَ الدُّولارُ فَتَزيدونَ في الأسعارِ، وإذا انخَفَضَت قِيمَتُهُ تَبقى أسعارُكُم مُرتَفِعَةً! لماذا؟

وهل سَمِعَ السَّائِقونَ أصحابُ سَيَّاراتِ النَّقْلِ هذا الحَديثَ الشَّريفَ؟

وهل سَمِعَ دَلَّالوا العَقاراتِ هذا الحَديثَ الشَّريفَ؟

يا عباد الله، ألا يَرى أصحابُ النِّعمَةِ بأنَّ هذهِ الأزمَةَ هيَ مَوسِمٌ لَهُم من أجلِ الادِّخارِ لِيَومِ القِيامَةِ؟ لِيَومٍ يَقومُ فيهِ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمينَ خَمسينَ ألفَ سَنَةٍ؟ ألا يَرى أصحابُ النِّعمَةِ بأنَّ هذهِ الأزمَةَ هيَ مَوسِمٌ لَهُم من أجلِ التَّقَرُّبِ إلى الله تعالى في الإحسانِ للنَّازِحينَ وأصحابِ الحَاجَةِ؟

الجَزاءُ من جِنسِ العَمَلِ:

يا عباد الله، لِتَكُنْ عِندَنا المُواساةُ والشَّفَقَةُ والرَّحمَةُ بِعِبادِ الله، ونَحنُ نَستَحْضِرُ بأنَّ الجَزاءَ من جِنسِ العَمَلِ، وذلكَ من خِلالِ حَديثِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الذي رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، واللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ».

يا أصحابَ النِّعمَةِ، قارِنوا بَينَ كُرُباتِ الدُّنيا وكُرُباتِ الآخِرَةِ، أيُّهما أعظَمُ؟ والله الذي لا إلهَ غَيرُهُ لقد اتَّفَقَت كُرُباتُ الدُّنيا وكُرُباتُ الآخِرَةِ بالاسمِ، ولكنَّهُما اختَلَفَتا في المُسَمَّى.

يا أصحابَ النِّعمَةِ، ألا تَرَونَ النَّازِحينَ؟ ألا تَرَونَ الذينَ يَنامونَ في الشَّوارِعِ، ألا تَرَونَ الذينَ يَنامونَ في الحَدائِقِ مَعَ أطفالِهِم ونِسائِهِم في هذا الشِّتاءِ البَارِدِ؟

أينَ أنا وأنتُم من قَولِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «واللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ».

خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

يا عباد الله، المُواساةُ لأصحابِ الحَاجَةِ مُرتَبِطَةٌ ارتِباطاً وَثيقاً بالإيمانِ، فَكُلَّما عَظُمَ الإيمانُ عَظُمَتِ المُواساةُ، وكُلَّما ضَعُفَ الإيمانُ ضَعُفَتِ المُواساةُ، وكونوا على يَقينٍ بأنَّ الجَزاءَ من جِنسِ العَمَلِ.

يا ربِّ أسأَلُكَ بأسمائِكَ الحُسنى وصِفاتِكَ العُلى أن لا تَجعَلَ حَوائِجَنا إلا إلَيكَ، ولا تَجعَلْ حَوائِجَنا عِندَ لَئِيمٍ. آمين.

**        **     **

تاريخ الخطبة:

الجمعة: 7/ربيع الثاني/1435هـ، الموافق: 7/شباط/ 2014م

 2014-02-07
 22941
الشيخ أحمد شريف النعسان
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  خطب الجمعة

19-04-2024 48 مشاهدة
910ـ خطبة الجمعة: آثار الحج على النفس (1)

أَتَوَجَّهُ إلى السَّادَةِ حُجَّاجِ بَيْتِ اللهِ الحَرَامِ، لِأَقُولَ لَهُمْ: هَنيئًا لَكُمْ يَا مَنْ لَبَّيْتُمْ أَمْرَ اللهِ تعالى القَائِلِ: ﴿وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ ... المزيد

 19-04-2024
 
 48
12-04-2024 687 مشاهدة
909ـ خطبة الجمعة: تعزية لمن أصيب بدينه

إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ المَصَائِبِ مُصِيبَةَ الدِّينِ، لِأَنَّهُ مَهْمَا عَظُمَتْ مَصَائِبُ الدُّنْيَا فَسَوْفَ تَنْقَضِي، وَرُبَّمَا يُجْبَرُ صَاحِبُهَا وَيُعَوِّضُ مَا فَاتَهُ، أَمَّا مُصِيبَةُ الدِّينِ فَإِنَّهَا تَذْهَبُ بِسَعَادَةِ العَبْدِ ... المزيد

 12-04-2024
 
 687
09-04-2024 564 مشاهدة
908ـ خطبة عيد الفطر 1445 هـ:هنيئا لك يوم الجائزة إن كنت من المقبولين

هَا نَحْنُ في عِيدِ الفَطْرِ الذي جَاءَنَا بَعْدَ صِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرِ القُرْآنِ شَهْرِ الصِّيَامِ وَالقُرْآنِ، لَقَدْ كَانَ شَهْرُ رَمَضَانَ مُذَكِّرًا لَنَا بِالنِّعْمَةِ العُظْمَى التي أَنْقَذَتِ البَشَرِيَّةَ مِنَ الضَّلَالِ ... المزيد

 09-04-2024
 
 564
04-04-2024 683 مشاهدة
907ـ خطبة الجمعة: شمروا عن ساعد الجد

هَا هُوَ الضَّيْفُ الكَرِيمُ يُلَوِّحُ بِالرَّحِيلِ، تَمْضِي أَيَّامُهُ مُسْرِعَةً كَأَنَّهَا حُلُمٌ جَمِيلٌ، مَا أَحْلَى أَيَّامَكَ يَا أَيُّهَا الضَّيْفُ الكَرِيمُ، وَمَا أَمْتَعَ صِيَامَكَ، لَقَدْ ذُقْنَا فِيكَ لَذَّةَ الإِيمَانِ، وَحَلَاوَةَ ... المزيد

 04-04-2024
 
 683
28-03-2024 580 مشاهدة
906ـ خطبة الجمعة: القرآن خير دستور

شَهْرُ رَمَضَانَ المُبَارَكُ هُوَ شَهْرُ القُرْآنِ، وَالقُرْآنُ العَظِيمُ هُوَ وَاللهِ بِمَثَابَةِ الرُّوحِ للجَسَدِ، وَالنُّورِ للهِدَايَةِ، فَمَنْ لَمْ يَقْرَأِ القُرْآنَ وَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ، فَهُوَ مَيِّتُ الأَحْيَاءِ. وَإِنَّهُ لَمِنَ ... المزيد

 28-03-2024
 
 580
21-03-2024 1010 مشاهدة
905ـ خطبة الجمعة: التقوى ميدان التفاضل بين العباد

لَقَدْ فَرَضَ اللهُ تعالى عَلَيْنَا صِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى نَصِلَ إلى مَقَامِ التَّقْوَى، وَالتَّقْوَى هِيَ الْتِزَامُ أَوَامِرِ اللهِ تَعَالَى وَاجْتِنَابُ نَوَاهِيهِ، هِيَ فِعْلُ الْمَأْمُورَاتِ وَتَرْكُ الْمَنْهِيَّاتِ، التَّقْوَى ... المزيد

 21-03-2024
 
 1010

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 412915495
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :