أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

8341 - سورة بني إسرائيل

08-10-2017 1638 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح بأن سورة الإسراء تسمى بسورة بني إسرائيل؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8341
 2017-10-08

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ رَوَى الحاكم عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا تَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ مَا يُرِيدُ أَنْ يُفْطِرَ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ مَا يُرِيدُ أَنْ يَصُومَ، وَكَانَ يَقْرَأُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ سُورَةَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَالزُّمَرَ.

وروى الإمام البخاري عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَالكَهْفِ، وَمَرْيَمَ، وَطه، وَالأَنْبِيَاءِ: إِنَّهُنَّ مِنَ العِتَاقِ الأُوَلِ (جَمْعُ عَتِيقٍ وَهُوَ كُلُّ شَيْءٍ بَلَغَ الغَايَةَ في الجُودَةِ؛ وَالمُرَادُ تَفْضِيلُ هَذِهِ السُّوَرِ) وَهُنَّ مِنْ تِلَادِي (مَحْفُوظَاتِي القَدِيمَةِ).

وَذَكَرَ أَكْثَرُ العُلَمَاءِ أَنَّ أَسْمَاءَ السُّوَرِ في القُرْآنِ كُلَّهَا ثَابِتَةٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ تَوْقِيفِيَّةٌ عَنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

وَيَقُولُ الإِمَامُ السُّيُوطِيُّ: وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ جَمِيعَ أَسْمَاءِ السُّوَرِ بِالتَّوْقِيفِ مِنَ الأَحَادِيثِ وَالآثَارِ؛ وَلَوْلَا خَشْيَةُ الإِطَالَةِ لَبَيَّنْتُ ذَلِكَ. اهـ.

وَذَهَبَ بَعْضُ العُلَمَاءِ إلى أَنَّ أَسْمَاءَ سُوَرِ القُرْآنِ الكَرِيمِ كَانَتْ بِتَسْمِيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَهَا، وَكَانَ بَعْضُهَا بِاجْتِهَادٍ مِنَ الصَّحَابَةِ الكِرَامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ.

وبناء على ذلك:

فَسُورَةُ الإِسْرَاءِ كَغَيْرِهَا مِنْ سُوَرِ القُرْآنِ الكَرِيمِ، لَهَا أَكْثَرُ مِنِ اسْمٍ، فَهِيَ سُورَةُ الإِسْرَاءِ، لِأَنَّهَا تَحَدَّثَتْ عَنْ قِصَّةِ إِسْرَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إلى المَسْجِدِ الأَقْصَى.

وَهِيَ سُورَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، كَمَا جَاءَ عَلَى لِسَانِ بَعْضِ الصَّحَابَةِ في الأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ، لِوُرُودِ أَحْوَالِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِيهَا وَإِفْسَادِهِمْ في الأَرْضِ.

وَهِيَ سُورَةُ سُبْحَانَ، لِأَنَّهَا افْتُتِحَتْ بِهَذِهِ الكَلِمَةِ.

فَالسُّورَةُ لَهَا أَسْمَاءٌ ثَلَاثَةٌ، سُورَةُ الإِسْرَاءِ، وَسُورَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَسُورَةُ سُبْحَانَ.

وَهَذِهِ السُّورَةُ العَظِيمَةُ المُبَارَكَةُ سُورَةُ الإِسْرَاءِ تُذَكِّرُ الأُمَّةَ بِفَضْلِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَبِكَرَامَتِهِ وَمَكَانَتِهِ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَبِحَادِثَةِ الإِسْرَاءِ وَالمِعْرَاجِ.

وَسُمِّيَتْ بِسُورَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِأَنَّهَا فَضَحَتْ بَنِي إِسْرَائِيلَ الذينَ عَاثُوا وَيَعِيثُونَ في الأَرْضِ فَسَادَاً، فَهُمُ الفَاسِدُونَ المُفْسِدُونَ في الأَرْضِ، الذينَ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالمَسْكَنَةُ، وَبَاؤُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ، وَصُبَّتْ عَلَيْهِمُ اللَّعْنَةُ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1638 مشاهدة