أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7143 - الصلوات الإبراهيمية

14-01-2016 2153 مشاهدة
 السؤال :
هل الصلوات الإبراهيمية وردت في الحديث الشريف؟ وما معنى: كما صليت على سيدنا إبراهيم، مع العلم بأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أفضل من سيدنا إبراهيم عليه السلام؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7143
 2016-01-14

الجواب: الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَد روى الشيخان عَن كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَا: قَدْ عَرَفْنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ، فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟

قَالَ: «قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ». هذا أولاً.

ثانياً: مِمَّا لا شَكَّ فِيهِ بِأَنَّ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هُوَ أَفْضَلُ الأَنْبِيَاءِ والمُرْسَلِينَ عَلَيْهِمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ، وَهُوَ أَفْضَلُ مَخْلُوقٍ على الإِطْلاقِ.

والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَيْهِ أَفْضَلُ من كُلِّ صَلاةٍ حَصَلَتْ، أَوْ تَحْصُلُ لِغَيْرِهِ، وَأَمَّا التَّشْبِيهُ المَذْكُورُ في الصَّلَوَاتِ الإِبْرَاهِيمِيَّةِ، فَإِنَّمَا هُوَ في أَصْلِ الصَّلاةِ، لا في القَدْرِ والكَيْفِيَّةِ، وهذا نَظِيرُ قَوْلِهِ تعالى: ﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ﴾. فهذا التَّشْبِيهُ هُوَ في أَصْلِ الوَحْيِ، لا في قَدْرِ وَفَضِيلَةِ المُوحَى إِلَيْهِ.

وَهُوَ نَظِيرُ قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ﴾. فلا شَكَّ أَنَّ أَحَدَاً لا يَقْدِرُ أَنْ يُحْسِنَ بِقَدْرِ مَا أَحْسَنَ اللهُ تعالى، وَإِنَّمَا المُرَادُ بِهِ أَصْلُ الإِحْسَانِ لا قَدْرُهُ.

وبناء على ذلك:

فالصَّلَوَاتُ الإِبْرَاهِيمِيَّةُ وَرَدَتْ في الصَّحِيحَيْنِ، والتَّشْبِيهُ في الصَّلَوَاتِ الإِبْرَاهِيمِيَّةِ هُوَ تَشْبِيهٌ في أَصْلِ الصَّلاةِ، لا في قَدْرِهَا وَكَيْفِيَّتِهَا. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2153 مشاهدة