أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7244 - مجالسة شارب الخمر أثناء شربه له

31-03-2016 246 مشاهدة
 السؤال :
هل يجوز للإنسان المسلم أن يجلس مع أحد أصدقائه أثناء العمل وهو يشرب الخمر؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7244
 2016-03-31

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أَوَّلَاً: يَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْـمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْـمُنْكَرِ﴾. وَيَقُولُ تعالى: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذَاً مِثْلُهُمْ﴾. وَيَقُولُ تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾.

ثَانِيَاً: روى الإمام مسلم عَن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرَاً فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَان».

وَإِنْكَارُ القَلْبِ هُوَ مَا يُصِيبُهُ من هَمٍّ وَغَمٍّ وَحُزْنٍ على وُجُودِ المُنْكَرِ، وَهَذَا فَرْضُ عَيْنٍ على الجَمِيعِ، ولا يُعْذَرُ أَحَدٌ بِتَرْكِهِ، لِأَنَّ القَلْبَ لا سُلْطَانَ لِأَحَدٍ عَلَيْهِ إلا اللهُ تعالى.

ثَالِثَاً: روى الإمام أحمد عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يَقْعُدْ عَلَى مَائِدَةٍ يُشْرَبُ عَلَيْهَا الْخَمْرُ».

وبناء على ذلك:

فلا يَجُوزُ للإِنْسَانِ أَنْ يَجْلِسَ مَعَ شَارِبِ الخَمْرِ أَثْنَاءَ شُرْبِهِ للخَمْرِ، بَلْ يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَنْهَى عَن هَذَا المُنْكَرِ، فَإِنْ أَبَى الشَّارِبُ إلا الشُّرْبَ، وَجَبَ على المُسْلِمِ أَنْ يُغَادِرَ ذَلِكَ المَكَانَ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
246 مشاهدة
الملف المرفق