أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

8062 - أسماء النبي   

17-05-2017 1790 مشاهدة
 السؤال :
ما هي أسماء سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8062
 2017-05-17

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: روى الشيخان عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ لِي أَسْمَاءً، أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا أَحْمَدُ، وَأَنَا المَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللهُ بِيَ الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمَيَّ، وَأَنَا الْعَاقِبُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ أَحَدٌ».

وروى الإمام مسلم عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُسَمِّي لَنَا نَفْسَهُ أَسْمَاءً، فَقَالَ: «أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَالمُقَفِّي، وَالْحَاشِرُ، وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ، وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ».

وروى الإمام البخاري عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ: أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَأَنَا المَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللهُ بِيَ الكُفْرَ، وَأَنَا الحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي، وَأَنَا العَاقِبُ».

ثانياً: ذَكَرَ شُرَّاحُ الحَدِيثِ الشَّرِيفِ، كَابْنِ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللهُ تعالى قَالَ: وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّهُ أَرَادَ أَنَّ لِي خَمْسَةَ أَسْمَاءٍ أَخْتَصُّ بِهَا لَمْ يُسَمَّ بِهَا أَحَدٌ قَبْلِي أَو مُعَظَّمَةٍ أَو مَشْهُورَةٍ في الأُمَمِ المَاضِيَةِ لَا أَنَّهُ أَرَادَ الحَصْرَ فِيهَا.

وَقِيلَ: الحِكْمَةُ في الاقْتِصَارِ عَلَى الخَمْسَةِ المَذْكُورَةِ في هَذَا الحَدِيثِ أَنَّهَا أَشْهَرُ مِنْ غَيْرِهَا مَوْجُودَةٌ في الكُتُبِ القَدِيمَةِ وَبَيْنَ الأُمَمِ السَّالِفَةِ.

ثالثاً: اخْتَلَفَ العُلَمَاءُ في صِفَاتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، هَلْ تَصِحُّ نِسْبَتُهَا للنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَمْ لَا، فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: كُلُّ وَصْفٍ وُصِفَ بِهِ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في القُرْآنِ الكَرِيمِ، وفي الحَدِيثِ الشَّرِيفِ مِنْ أَسْمَائِهِ، كَقَوْلِهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدَاً وَمُـبَشِّرَاً وَنَذِيرَاً * وَدَاعِيَاً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجَاً مُنِيرَاً﴾.

وَكَقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلِي وَمَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللهُ، كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى قَوْمَاً فَقَالَ: رَأَيْتُ الجَيْشَ بِعَيْنَيَّ، وَإِنِّي أَنَا النَّذِيرُ العُرْيَانُ، فَالنَّجَا النَّجَاءَ، فَأَطَاعَتْهُ طَائِفَةٌ فَأَدْلَجُوا عَلَى مَهْلِهِمْ فَنَجَوْا، وَكَذَّبَتْهُ طَائِفَةٌ فَصَبَّحَهُمُ الجَيْشُ فَاجْتَاحَهُمْ» رواه الشيخان عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

يَقُولُ الإِمَامُ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: بَعْضُ هَذِهِ المَذْكورَاتِ صِفَاتٌ، فَإِطْلَاقُهُمُ الأَسْمَاءَ عَلَيْهَا مَجَازٌ.

وبناء على ذلك:

فَلِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَسْمَاءٌ كَثِيرَةٌ، مِنْهَا مَا وَرَدَ في القُرْآنِ الكَرِيمِ، وَمِنْهَا مَا وَرَدَ في السُّنَّةِ المُطَهَّرَةِ، وَذَكَرَ الكَثِيرُ مِنَ العُلَمَاءِ صِفَاتِهِ الشَّرِيفَةَ، وَأَلْحَقُوهَا بِأَسْمَائِهِ، كَالشَّاهِدِ، وَالـمُبَشِّرِ، وَالنَّذِيرِ، وَالمُبِينِ، وَالدَّاعِي إلى اللهِ، وَالـسِّرَاجِ المُنِيرِ، وَالرَّحْمَةِ، وَالنِّعْمَةِ، وَالهَادِي، وَالشَّهِيدِ، وَالأَمِينِ، وَالمُزَّمِّلِ، وَالمُخْتَارِ، وَالمُصْطَفَى، وَالشَّفِيعِ، وَالمُشَفَّعِ، وَالصَّادِقِ، وَالمَصْدُوقِ.

وَقَدْ أَوْصَلَ بَعْضُ العُلَمَاءِ أَسْمَاءَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إلى عَدَدِ أَسْمَاءِ اللهِ الحُسْنَى تِسْعَةً وَتِسْعِينَ، وَبَعْضُهُمْ أَوْصَلَهَا إلى ثلَاثِمِائَةِ اسْمٍ بَيْنَ أَسْمَاءٍ وَصِفَاتٍ.

وَالمُهِمُّ بِدَايَةً وَنِهَايَةً هُوَ الاتِّبَاعُ لِهَذَا الحَبِيبِ الأَعْظَمِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1790 مشاهدة