أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1125 - متزوج لا يستطيع ترك العادة السرية

30-05-2008 18510 مشاهدة
 السؤال :
أنا متزوج ولكن لا أستطيع ترك العادة السرية، فماذا تنصحوني؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1125
 2008-05-30

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أخي الكريم، تذكَّر بأن من أعظم نعم الله تعالى علينا أن خلق لنا من أنفسنا أزواجاً وجعل بيننا مودَّة ورحمة، ثم قال لنا تبارك وتعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7].

وقد أخرج الإمام البيهقي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «... ومن أعطي الشكر لم يحرم الزيادة، لأن الله يقول: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}».

أما من جحد النعمة ولم يؤدِّها حقها، وخرج عن دائرة الحلال إلى دائرة الحرام فإنه يعرِّض تلك النعمة إلى زوالها، لأن المعاصي تزيل النعم، كما جاء في الحديث: «لا يزيد في العمر إلا البر، ولا يرد القدر إلا الدعاء، وإن الرجل ليُحرَم الرزق بالذنب يُصِيبه» رواه ابن ماجه والإمام أحمد.

وإن العادة السريَّة حرام، وتتأكَّد حرمتها على المتزوِّج، وذلك لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [المؤمنون: 5 ـ 7]. فأنت تتعدَّى حدود الله عز وجل بارتكاب العادة السرية وعندك الحلال، وما هذا ـ والله تعالى أعلم ـ إلا بسبب الاعتياد عليها قبل الزواج، أو بسبب النظر إلى الأفلام الإباحية.

لذلك أقول لك يا أخي الكريم: انظر ما حولك من الشباب الذين حُرموا نعمة الزوجة، وأنت أكرمك الله بذلك، فلا تعرِّض هذه النعمة لزوالها بكثرة الخلافات العائلية، ثم بالطلاق لا قدر الله تعالى.

وأسأل الله تعالى لنا ولكم العفو والعافية. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
18510 مشاهدة