أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

9167 - قرين السوء لا خير فيه

24-09-2018 3518 مشاهدة
 السؤال :
لي صديق في الجامعة، وكلما جلست إليه يحرضني على الشهوات، وعلى عملية الاستمناء باليد، وأنا في حيرة من أمري ماذا أفعل معه؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 9167
 2018-09-24

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَإِنِّي أُذَكِّرُكَ بِقَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلَاً * يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانَاً خَلِيلَاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولَاً﴾. وَبِقَوْلِهِ تعالى: ﴿الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا المُتَّقِينَ﴾.

قَرِينُ السُّوءِ لَا خَيْرَ فِيهِ لَا لِدِينٍ وَلَا لِدُنْيَا، بَلْ هُوَ سَبَبٌ كَبِيرٌ لِسُوءِ السُّمْعَةِ في الدُّنْيَا، وَسَبَبٌ لِارْتِكَابِ المُوبِقَاتِ، وَسَبَبٌ لِدُخُولِ نَارِ جَهَنَّمَ وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى.

وَقَدْ بَيَّنَ اللهُ تعالى في كِتَابِهِ العَظِيمِ، أَنَّ رَجُلَاً مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ أَقْسَمَ بِاللهِ أَنَّ صَاحِبَهُ كَادَ أَنْ يُرْدِيَهُ في نَارِ جَهَنَّمَ، وَلَكِنَّ لُطْفَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ تَدَارَكَهُ،، فَهَدَاهُ وَأَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ، قَالَ تعالى في ذَلِكَ: ﴿قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ المُصَدِّقِينَ * أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابَاً وَعِظَامَاً أَإِنَّا لَمَدِينُونَ * قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ * فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ * قَالَ تَاللهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ * وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ المُحْضَرِينَ﴾.

وَقَدْ بَيَّنَ اللهُ تعالى لَنَا أَنَّ مُجَالَسَةَ أَهْلِ الكَبَائِرِ وَالفِسْقِ وَالفُجُورِ بِدُونِ إِنْكَارٍ عَلَيْهِمْ يَجْعَلُ العَبْدَ مَعَهُمْ شَرِيكَاً، قَالَ تعالى: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللهَ جَامِعُ المُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعَاً﴾. هذا أولاً.

ثانياً: الاسْتِمْنَاءُ حَرَامٌ شَرْعَاً، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ﴾. وَهُوَ مُؤَثِّرٌ عَلَى النَّفْسِ وَالبَدَنِ وَالعَقْلِ.

وبناء على ذلك:

فَكُنْ حَرِيصَاً عَلَى نَفْسِكَ، وَاقْطَعْ صِلَتَكَ مَعَ هَذَا الجَلِيسِ، وَتَذَكَّرْ قَوْلَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ، وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ، كَحَامِلِ الْمِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ: إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحَاً طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحَاً خَبِيثَةً» رواه الشيخان عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

وَقَوْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «المَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ» رواه الحاكم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

وَالْتَزِمْ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
3518 مشاهدة