أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

8453 - الجهاد الأكبر

04-11-2017 1755 مشاهدة
 السؤال :
ما هو الجهاد الأكبر؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8453
 2017-11-04

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ رَوَى البيهقي عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «رَجَعْنَا مِنَ الجِهَادِ الأَصْغَرِ إلى الجِهَادِ الأَكْبَرِ».

قَالَ العِرَاقِيُّ: رَوَاهُ البَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ وَقَالَ: هَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ ضَعْفٌ.

وروى الخَطِيبُ البَغْدَادِيُّ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزَاةٍ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «قَدِمْتُمْ خَيْرَ مَقْدِمٍ، وَقَدِمْتُمْ مِنَ الجِهَادِ الأَصْغَرِ إلى الجِهَادِ الأَكْبَرِ».

قَالُوا: وَمَا الجِهَادُ الأَكْبَرُ؟

قَالَ: «مُجَاهَدَةُ العَبْدِ هَوَاهُ» وَهَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ.

وَلَا رَيْبَ أَنَّ جِهَادَ النَّفْسِ سَابَقٌ جِهَادَ الكُفَّارِ، وَالإِنْسَانُ لَا يُجَاهِدُ في سَبِيلِ اللهِ حَقَّاً إِلَّا بَعْدَ مُجَاهَدَةِ نَفْسِهِ، لِأَنَّ القِتَالَ في سَبِيلِ اللهِ تَكْرَهُهُ النَّفْسُ، قَالَ تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئَاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئَاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾.

وبناء على ذلك:

فَالجِهَادُ الأَكْبَرُ هُوَ جِهَادُ النَّفْسِ بِنَهْيِهَا عَنْ غَيِّهَا، وَإِلْزَامِهَا حُدُودَ اللهِ تعالى، لِأَنَّ العَبْدَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُجَاهِدَ الكُفَّارَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ العُلْيَا إِلَّا إِذَا جَاهَدَ نَفْسَهُ، وَأَلْزَمَهَا كِتَابَ اللهِ تعالى؛ وَإِلَّا كَيْفَ يُجَاهِدُ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ العُلْيَا، وَهُوَ مُخَالِفٌ لِأَمْرِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1755 مشاهدة