أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1530 - ما صحة: احذر أخاك البكري ولا تأمنه؟

15-11-2008 18355 مشاهدة
 السؤال :
ما صحة هذا القول: (احذر أخاك البكري ولا تأمنه)؟ وما معناه؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1530
 2008-11-15

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد روى الطبراني عن أسلم قال: خرجت في سفر فلما رجعت قال لي عمر: من صحبت؟ قلت: صحبت رجلاً من بني بكر بن وائل، فقال عمر: أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أخوك البكري ولا تأمنه). جاء في كنز العمال: قال العقيلي: فيه زيد بن عبد الرحمن بن أسلم منكر الحديث لا يتابع ولا يعرف إلا به.

وقد ورد في مسند الإمام أحمد وسنن أبي داود عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْفَغْوَاءِ الْخُزَاعِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَعَانِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَقَدْ أَرَادَ أَنْ يَبْعَثَنِي بِمَالٍ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ يَقْسِمُهُ فِي قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ بَعْدَ الْفَتْحِ، قَالَ: فَقَالَ: (الْتَمِسْ صَاحِبًا). قَالَ: فَجَاءَنِي عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تُرِيدُ الْخُرُوجَ وَتَلْتَمِسُ صَاحِبًا، قَالَ: قُلْتُ: أَجَلْ، قَالَ: فَأَنَا لَكَ صَاحِبٌ. قَالَ: فَجِئْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: قَدْ وَجَدْتُ صَاحِبًا، وَكَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: (إِذَا وَجَدْتَ صَاحِبًا فَآذِنِّي). قَالَ: فَقَالَ: (مَنْ)؟ قُلْتُ: عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ. قَالَ: فَقَالَ: (إِذَا هَبَطْتَ بِلادَ قَوْمِهِ فَاحْذَرْهُ، فَإِنَّهُ قَدْ قَالَ الْقَائِلُ: أَخُوكَ الْبَكْرِيُّ وَلا تَأْمَنْهُ). قَالَ: فَخَرَجْنَا حَتَّى إِذَا جِئْتُ الأَبْوَاءَ فَقَالَ لِي: إِنِّي أُرِيدُ حَاجَةً إِلَى قَوْمِي بِوَدَّانَ فَتَلَبَّثْ لِي، قَالَ: قُلْتُ: رَاشِدًا، فَلَمَّا وَلَّى ذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَشَدَدْتُ عَلَى بَعِيرِي، ثُمَّ خَرَجْتُ أُوضِعُهُ، حَتَّى إِذَا كُنْتُ بَالأَصَافِرِ إِذَا هُوَ يُعَارِضُنِي فِي رَهْطِهِ، قَالَ: وَأَوْضَعْتُ فَسَبَقْتُهُ، فَلَمَّا رَآنِي قَدْ فُتُّهُ انْصَرَفُوا وَجَاءَنِي قَالَ: كَانَتْ لِي إِلَى قَوْمِي حَاجَةٌ، قَالَ: قُلْتُ: أَجَلْ، فَمَضَيْنَا حَتَّى قَدِمْنَا مَكَّةَ فَدَفَعْتُ الْمَالَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ.

وقد جاء في فيض القدير: (أخوك البِكري) بكسر الموحدة أي الذي ولده أبواك أولاً، وهذا على المبالغة في التحذير، أي: أخوك شقيقك خفه واحذر منه ولا تأمنه، فضلاً عن الأجنبي، فالتحذير منه أبلغ. وفيه إثبات الحذر، واستعمال سوء الظن فيمن لم يتحقق فيه حسن السيرة. قال الديلمي: وهذه كلمة جاهلية تمثَّل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال العسكري: هذا من الحكم والامثال. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
18355 مشاهدة