550ـ خطبة الجمعة: زكاة الفطر طهرة للصائم

550ـ خطبة الجمعة: زكاة الفطر طهرة للصائم

 

550ـ خطبة الجمعة: زكاة الفطر طهرة للصائم

مقدمة الخطبة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَا عِبَادَ اللهِ: شَهْرُ رَمَضَانَ المُبَارَكُ شَهْرٌ يُرَبِّي الأُمَّةَ عَلَى مُتَابَعَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، يُرَبِّيهِمْ عَلَى الإِنْفَاقِ في سَبِيلِ اللهِ تَأَسِّيَاً بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

روى الشيخان عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ، حَتَّى يَنْسَلِخَ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ القُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، كَانَ أَجْوَدَ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ».

يَا عِبَادَ اللهِ: شَهْرُ رَمَضَانَ يُعَلِّمُ النَّاسَ الإِنْفَاقَ وَالعَطَاءَ، وَانْتِظَارَ الأَجْرِ مِنَ اللهِ تعالى، شَهْرُ رَمَضَانَ يَجْعَلُ نَفْسَ الصَّائِمِ نَفْسَاً سَخِيَّةً بِالخَيْرِ عَلَى غَيْرِهِ، وَهَذَا أَمْرٌ مَلْحُوظٌ، حَيْثُ نَرَى مُعَدَّلَ الإِنْفَاقِ في شَهْرِ رَمَضَانَ يَرْتَفِعُ.

يَا عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ رَبَّى سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الأُمَّةَ عَلَى الجُودِ وَالكَرَمِ وَالسَّخَاءِ وَالعَطَاءِ، وَحَضَّ المَيْسُورِينَ عَلَى إِطْعَامِ الطَّعَامِ وَإِفْطَارِ الصَّائِمِينَ، وَامْتَدَّتْ هَذِهِ التَّرْبِيَةُ حَتَّى شَمِلَتِ الفَقِيرَ مَعَ الغَنِيِّ في التَّدْرِيبِ عَلَى خُلُقِ العَطَاءِ.

زَكَاةُ الفِطْرِ طُهرَةٌ للصَّائِمِ:

يَا عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ حَرَّضَنَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَلَى العَطَاءِ، وَخَاصَّةً في شَهْرِ رَمَضَانَ، وَخَاصَّةً فِيمَا يَتَعَلَّقُ في زَكَاةِ الفِطْرِ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِجَعْلِ المُجْتَمَعِ الإِسْلَامِيِّ مُجْتَمَعَاً مُتَمَاسِكَاً، وَذَلِكَ مِنْ خِلَالِ رِعَايَةِ الأَغْنِيَاءِ للفُقَرَاءِ، وَلِإِدْخَالِ السُّرُورِ عَلَى قُلُوبِهِمْ، لِأَنَّ إِدْخَالَ السُّرُورَ عَلَى قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ مِنْ أَحَبِّ الأَعمَالِ إلى اللهِ تعالى.

حَرَّضَنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَلَى زَكَاةِ الفِطْرِ، لِأَنَّهَا تُطَهِّرُ صَوْمَ الصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، روى أبو داود عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ».

زَكَاةُ الفِطْرِ وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ:

يَا عِبَادَ اللهِ: اعْلَمُوا بِأَنَّ زَكَاةَ الفِطْرِ وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ، صِغَارَاً كَانُوا أَو كِبَارَاً، لِمَا روى الشيخان عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعَاً مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعَاً مِنْ شَعِيرٍ عَلَى العَبْدِ وَالحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلَاةِ.

وَلِمَا روى الدارقطني عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «أَدُّوا عَنْ كُلِّ حُرٍّ وَعَبْدٍ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ، نِصْفَ صَاعٍ مِنْ بُرٍّ أَوْ صَاعَاً مِنْ تَمْرٍ أَوْ شَعِيرٍ».

يَا عِبَادَ اللهِ: أَدُّوا زَكَاةَ الفِطْرِ، فَمَنْ مَلَكَ مَالَاً بِمِقْدَارِ نِصَابِ الفِضَّةِ وَجَبَتْ عَلَيْهِ زَكَاةُ الفِطْرِ عِنْدَ السَّادَةِ الحَنَفِيَّةِ، وَمِقْدَارُ نِصَابِ الفِضَّةِ مَا يُسَاوِي قِيمَةَ 700 غرام مِنَ الفِضَّةِ.

وَعِنْدَ السَّادَةِ الشَّافِعِيَّةِ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَضْلُ قُوتِهِ وَقُوتِ عِيَالِهِ لَيْلَةَ العِيدِ وَيَوْمَهُ، وَجَبَتْ عَلَيْهِ زَكَاةُ الفِطْرِ، وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُ مَنْ سَأَلَ وَعِنْدَهُ مَا يُغْنِيهِ، فَإِنَّمَا يَسْتَكْثِرُ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ» رواه الإمام أحمد عَنْ سَهْلِ ابْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ.

يَا عِبَادَ اللهِ: أَدُّوا زَكَاةَ الفِطْرِ عَنْ أَنْفُسِكُمْ، وَعَنْ كُلِّ مَنْ تَلْزَمُكُمْ نَفَقَتُهُ، مِنْ وَلَدٍ صَغِيرٍ ذَكَرٍ كَانَ أَو أُنْثَى، أَمَّا أَوْلَادُكُمُ البَالِغُونَ فَلَا تَجِبُ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تَجِبُ عَلَيْهِمْ، وَلَا حَرَجَ مِنْ إِخْرَاجِ زَكَاةِ الفِطْرِ عَنْهُمْ بِإِذْنِهِمْ.

وَقْتُ أَدَاءِ زَكَاةِ الفِطْرِ:

يَا عِبَادَ اللهِ: أَدُّوا زَكَاةَ الفِطْرِ قَبْلَ صَلَاةِ العِيدِ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَغْنُوهُمْ فِي هَذَا الْيَوْمِ» رواه الدارقطني عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

لَا تُؤَخِّرُوا زَكَاةَ الفطْرِ إلى مَا بَعْدَ العِيدِ بِدُونِ عُذْرٍ، فَمَنْ أَخَّرَهَا بِدُونِ عُذْرٍ كَانَ آثِمَاً، وَصَارَتْ دَيْنَاً في ذِمَّتِهِ وَجَبَ سَدَادُهَا للفُقَرَاءِ بَعْدَ العِيدِ، لِأَنَّهَا حَقٌّ للعَبْدِ، وَوَجَبَ عَلَيْهِ الاسْتِغْفَارُ وَالتَّوْبَةُ وَالنَّدَمُ، لِأَنَّهَا حَقُّ اللهِ تعالى، وَهَذَا عِنْدَ جُمْهُورِ الفُقَهَاءِ، مَا عَدَا الحَنَفِيَّةِ، حَيْثُ اعْتَبَرُوا وَقْتَ زَكَاةِ الفِطْرِ مُوَسَّعٌ، وَلَكِنْ يُسْتَحَبُّ أَدَاؤُهَا قَبْلَ صَلَاةِ العِيدِ.

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةَ ـ:

يَا عِبَادَ اللهِ: أَدُّوا زَكَاةَ الفِطْرِ، وَاجْعَلُوهَا في مَصَارِفِ الزَّكَاة، ادْفَعُوهَا للفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ وَأَصْحَابِ الحَاجَةِ الذينَ لَا يَمْلِكُونَ نِصَابَاً، ادْفَعُوهَا لِغَيْرِ أُصُولِكُمْ مِنَ الآبَاءِ وَالأُمَّهَاتِ وَالأَجْدَادِ وَالجَدَّاتِ، وَلِغَيْرِ فُرُوعِكُمْ مِنَ الأَبْنَاءِ وَالبَنَاتِ وَأَبْنَائِهِمْ، وَلَا تَدْفَعُوهَا للمَسَاجِدِ، فَإِنَّهَا لَا تَصِحُّ، وَلَا تَدْفَعُوهَا للمَدَارِسِ الشَّرْعِيَّةِ، فَإِنَّهَا لَا تَصِحُّ، لِأَنَّ زَكَاةَ الفِطْرِ وَزَكَاةَ المَالِ لَا تُدْفَعُ للفَقِيرِ لِقَاءَ عَمَلٍ يَقُومُ بِهِ، بَلْ تُدْفَعُ لَهُ بِدُونِ مُقَابِلٍ.

يَا عِبَادَ اللهِ: اهْتَمُّوا بِأَدَاءِ زَكَاةِ الفِطْرِ، لِأَنَّهَا مُكَمِّلَةٌ لِصِيَامِكُمْ، وَزِيدُوا عَلَى مَا قُدِّرَتْ عَلَى قَدْرِ اسْتِطَاعَتِكُمْ، فَمَنْ زَادَ زَادَ اللهُ في حَسَنَاتِهِ.

اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا الصَّلَاةَ وَالصِّيَامَ وَالصَّدَقَاتِ وَجَمِيعَ الطَّاعَاتِ، وَتَجَاوَز عَنْ جَمِيعِ السَّيِّئَاتِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. آمين.

أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

**     **     **

تاريخ الخطبة:

الجمعة: 28/ رمضان /1438هـ، الموافق: 23/ حزيران / 2017م

 2017-06-23
 14709
الشيخ أحمد شريف النعسان
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  خطب الجمعة

19-04-2024 36 مشاهدة
910ـ خطبة الجمعة: آثار الحج على النفس (1)

أَتَوَجَّهُ إلى السَّادَةِ حُجَّاجِ بَيْتِ اللهِ الحَرَامِ، لِأَقُولَ لَهُمْ: هَنيئًا لَكُمْ يَا مَنْ لَبَّيْتُمْ أَمْرَ اللهِ تعالى القَائِلِ: ﴿وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ ... المزيد

 19-04-2024
 
 36
12-04-2024 660 مشاهدة
909ـ خطبة الجمعة: تعزية لمن أصيب بدينه

إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ المَصَائِبِ مُصِيبَةَ الدِّينِ، لِأَنَّهُ مَهْمَا عَظُمَتْ مَصَائِبُ الدُّنْيَا فَسَوْفَ تَنْقَضِي، وَرُبَّمَا يُجْبَرُ صَاحِبُهَا وَيُعَوِّضُ مَا فَاتَهُ، أَمَّا مُصِيبَةُ الدِّينِ فَإِنَّهَا تَذْهَبُ بِسَعَادَةِ العَبْدِ ... المزيد

 12-04-2024
 
 660
09-04-2024 560 مشاهدة
908ـ خطبة عيد الفطر 1445 هـ:هنيئا لك يوم الجائزة إن كنت من المقبولين

هَا نَحْنُ في عِيدِ الفَطْرِ الذي جَاءَنَا بَعْدَ صِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرِ القُرْآنِ شَهْرِ الصِّيَامِ وَالقُرْآنِ، لَقَدْ كَانَ شَهْرُ رَمَضَانَ مُذَكِّرًا لَنَا بِالنِّعْمَةِ العُظْمَى التي أَنْقَذَتِ البَشَرِيَّةَ مِنَ الضَّلَالِ ... المزيد

 09-04-2024
 
 560
04-04-2024 680 مشاهدة
907ـ خطبة الجمعة: شمروا عن ساعد الجد

هَا هُوَ الضَّيْفُ الكَرِيمُ يُلَوِّحُ بِالرَّحِيلِ، تَمْضِي أَيَّامُهُ مُسْرِعَةً كَأَنَّهَا حُلُمٌ جَمِيلٌ، مَا أَحْلَى أَيَّامَكَ يَا أَيُّهَا الضَّيْفُ الكَرِيمُ، وَمَا أَمْتَعَ صِيَامَكَ، لَقَدْ ذُقْنَا فِيكَ لَذَّةَ الإِيمَانِ، وَحَلَاوَةَ ... المزيد

 04-04-2024
 
 680
28-03-2024 570 مشاهدة
906ـ خطبة الجمعة: القرآن خير دستور

شَهْرُ رَمَضَانَ المُبَارَكُ هُوَ شَهْرُ القُرْآنِ، وَالقُرْآنُ العَظِيمُ هُوَ وَاللهِ بِمَثَابَةِ الرُّوحِ للجَسَدِ، وَالنُّورِ للهِدَايَةِ، فَمَنْ لَمْ يَقْرَأِ القُرْآنَ وَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ، فَهُوَ مَيِّتُ الأَحْيَاءِ. وَإِنَّهُ لَمِنَ ... المزيد

 28-03-2024
 
 570
21-03-2024 1001 مشاهدة
905ـ خطبة الجمعة: التقوى ميدان التفاضل بين العباد

لَقَدْ فَرَضَ اللهُ تعالى عَلَيْنَا صِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى نَصِلَ إلى مَقَامِ التَّقْوَى، وَالتَّقْوَى هِيَ الْتِزَامُ أَوَامِرِ اللهِ تَعَالَى وَاجْتِنَابُ نَوَاهِيهِ، هِيَ فِعْلُ الْمَأْمُورَاتِ وَتَرْكُ الْمَنْهِيَّاتِ، التَّقْوَى ... المزيد

 21-03-2024
 
 1001

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 412801192
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :