41ـ آداب الصائم: الأدب الحادي عشر: آداب يوم العيد

41ـ آداب الصائم: الأدب الحادي عشر: آداب يوم العيد

 

مقدمة الدرس:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فلقد عظمت مِنَّة الله عز وجل علينا إذ بلَّغَنا رمضان، وعظمت منته إذ بلَّغَنا آخرَه، ونسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يمنَّ علينا بقبوله لننال الأجر العظيم الذي لا يعلمه إلا هو تبارك وتعالى، كما جاء في الحديث القدسي الذي رواه مسلم عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ).

عظمت نعمة الله عز وجل علينا حيث شرح صدورنا للصيام والقيام، ورأينا أول شهر رمضان وآخره وأول شهر شوال الذي هو يوم الجائزة، كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه الطبراني في الكبير عَنْ سَعِيدِ بن أَوْسٍ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا كَانَ يَوْمُ الْفِطْرِ وَقَفَتِ الْمَلائِكَةُ عَلَى أَبْوَابِ الطُّرُقِ، فَنَادَوْا: اغْدُوا يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى رَبٍّ كَرِيمٍ، يَمُنُّ بِالْخَيْرِ، ثُمَّ يُثِيبُ عَلَيْهِ الْجَزِيلَ، لَقَدْ أُمِرْتُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَقُمْتُمْ، وَأُمِرْتُمْ بِصِيَامِ النَّهَارِ فَصُمْتُمْ، وَأَطَعْتُمْ رَبَّكُمْ، فَاقْبِضُوا جَوَائِزَكُمْ، فَإِذَا صَلَّوْا نَادَى مُنَادٍ: أَلا إِنَّ رَبَّكُمْ قَدْ غَفَرَ لَكُمْ، فَارْجِعُوا رَاشِدِينَ إِلَى رِحَالِكُمْ، فَهُوَ يَوْمُ الْجَائِزَةِ، وَيُسَمَّى ذَلِكَ الْيَوْمُ فِي السَّمَاءِ يَوْمَ الْجَائِزَةِ).

فهذا هو يوم الجائزة، هذا هو يوم المغفرة، هذا هو يوم الرشد، حيث عظمت نعمة الله علينا بالإيمان، وعظمت علينا نعمته بالصيام والقيام، وعظمت علينا نعمته حيث استجبنا لأمره، فله الحمد وله المنة وله الثناء الحسن الجميل. وصدق الله القائل: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون}.

آداب يوم العيد:

هذا اليوم العظيم المبارك يوم الجائزة يتطلَّب منا أن نتحلَّى بالآداب الإسلامية التي جاء بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، من هذه الآداب:

أولاً إحياء ليلة العيد:

روى ابن ماجه عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ قَامَ لَيْلَتَيْ الْعِيدَيْنِ مُحْتَسِبًا لِلَّهِ لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ).

وأقلُّ الإحياء صلاة الفجر وصلاة العشاء في جماعة كما جاء في الحديث الشريف عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ) رواه مسلم.

ثانياً: الاغتسال قبل الخروج إلى الصلاة:

لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغتسل لصلاة العيدين كما كان يغتسل ليوم الجمعة ويوم عرفة ويوم النحر، وقد جاء في الموطأ وغيره أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما (كَانَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى الْمُصَلَّى) اهـ.

ومن المعروف عن ابن عمر رضي الله عنه الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم في حركاته وسكناته.

ثالثاً: التطيب والاستياك ولبس أحسن الثياب:

من آداب العيد التطيُّب، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتطيَّب يوم العيد ولو من طيب أهله، والاستياك لأن السواك سنة نبوية، وهو مطهرة للفم مرضاة للرب مسخطة للشيطان، وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى أن يدخل الناس عليه بُخْراً قُلْحاً، فما ينبغي أن تكون رائحة فم الإنسان المؤمن كريهة، حتى لا يتأذى الناس بذلك، والدخان من أسوأ ما يتأذى به غير المدخنين.

ويستحب للمسلم أن يلبس أحسن الثياب التي عنده، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبس بردة حمراء يوم العيد، ولأن الناس ينظرون إلى ظاهرك فتجمَّل بالثياب، والله تعالى ينظر إلى قلبك فتجمَّل بطهارته من الحقد والغل والضغينة، لتكون أفضل الناس.

روى ابن ماجه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ»، قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ: «هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ لا إِثْمَ فِيهِ وَلا بَغْيَ وَلا غِلَّ وَلا حَسَدَ». ومن آدابه تقليم الأظفار.

رابعاً: الأكل قبل الصلاة:

من آداب عيد الفطر الأكل قبل الصلاة ـ قبل صلاة العيد وبعد صلاة الفجر ـ وأن يكون المأكول تمرات وتراً، لحديث سيدنا أنس رضي الله عنه قال: (مَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمِ فِطْرٍ قَطُّ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ) رواه أحمد. وفي رواية: (يأكلهن وتراً). فإن لم تجد التمر فلتأكل أيَّ شيء مباح ولو جرعة ماء.

والأكل بعد صلاة الفجر من يوم عيد الفطر من باب : {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى}. لأنك أُمرت بالصيام فصمت، وأُمرت بالفطر فأفطرت، وهنيئاً لك باستجابتك لأمر الله تعالى، وأرجو الله تعالى أن تكون الاستجابة عامة لجميع المأمورات.

خامساً: التبكير للمأموم:

ومن آداب العيد أن يُبَكِّر المأموم بالذهاب لصلاة العيد، ولو قبل الشمس، ليدنو من الإمام من غير تخطٍّ للرقاب، وانتظار الصلاة فيكثر ثوابه، ولأن العبد إذا جلس في المسجد انتظاراً للصلاة فهو في صلاة والملائكة تصلي عليه، كما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (صَلاةُ الرَّجُلِ في جَمَاعةٍ تُضَعَّفُ عَلَى صَلاتِهِ فِي بَيْتهِ وفي سُوقِهِ خَمْساً وَعِشْرِينَ ضِعْفَاً، وَذلِكَ أَنَّهُ إذَا تَوَضَّأ فَأحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ خَرَجَ إلى المَسْجِدِ، لا يُخرِجُهُ إلاَّ الصَّلاةُ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إلاَّ رُفِعَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ، وَحُطَّتْ عَنهُ بِهَا خَطِيئَةٌ، فَإذَا صَلَّى لَمْ تَزَلِ المَلائِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا دَامَ في مُصَلاَّهُ، مَا لَمْ يُحْدِث، تقولُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيهِ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، وَلاَ يَزَالُ في صَلاةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلاَةَ) متفقٌ عَلَيهِ.

وأما الإمام فيسنُّ له التأخر إلى وقت الصلاة، للحديث الذي يرويه أبو سَعِيدٍ الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ وَالأَضْحَى إلَى الْمُصَلَّى، وَأَوَّلُ شَيْءٍ يَبْدَأُ بِهِ الصَّلاةُ) متفق عليه.

ويستحب أن يخرج ماشياً، فعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ : (مِنْ السُّنَّةِ أَنْ يَخْرُجَ إلَى الْعِيدِ مَاشِيًا، ثمَّ تَركَبُ إذا رَجِعت). لأنه في الذهاب قاصداً القربة، ولا بأس بالركوب، ولكن المشي في حقِّ القادر عليه أولى.

كما يستحب الذهاب إلى الصلاة من طريق والعودة من آخر.

جاء في الحديث الشريف عن جابرٍ رضيَ اللَّه عنه قال: (كانَ النبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم إِذا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ) رواه البخاري.

وذلك ليشهد له الطريقان عند الله تعالى يوم القيامة، لأن الأرض تحدِّث يوم القيامة بما عمل عليها من الخير والشر، قال تعالى: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا}. وكذلك لإظهار شعائر الإسلام في الطريقين.

سادساً: التكبير:

ومن آداب العيد التكبير، وهو من السنن العظيمة في يوم العيد، وذلك لقوله تعالى: {وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون}.

روى ابن شيبة بسند صحيح عن الزهري قال: (كان الناس يكبِّرون في العيد حين يخرجون من منازلهم حتى يأتون المصلى وحتى يخرج الإمام، فإذا خرج الإمام سكتوا فإذا كبَّر كبَّروا).

وروى الطبراني في الصغير عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (زَيِّنُوا أَعْيَادَكُمْ بِالتَّكْبِيرِ).

سابعاً: سماع خطبة العيد:

من آداب العيد وسننه الاستماع لخطبة العيد بعد صلاته، لأن حضور الخطبة واستماعها ليس بواجب، لما روى عَطَاءٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ رضي الله عنه قَالَ: (شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِيدَ فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ: إِنَّا نَخْطُبُ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَجْلِسَ لِلْخُطْبَةِ فَلْيَجْلِسْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَذْهَبَ فَلْيَذْهَبْ) رواه أبو داود والحاكم. فخطبة العيد وسماعها سنة عند جمهور الفقهاء.

ثامناً: مبادلة المسلمين بالتهنئة:

ومن آداب العيد ومستحبَّاته التهنئة الطيِّبة التي يتبادلها الناس فيما بينهم، أياً كان لفظها مثل قول بعضهم لبعض: تقبَّل الله منا ومنكم، أو قولهم: عيد مبارك عليكم إن شاء الله، أو قولهم: كل عام وأنتم بخير، وما تعارفه الناس من ألفاظ التهنئة والمباركة.

فالتهنئة كانت معروفة عند الصحابة الكرام رضي الله عنهم، قال الحافظ ابن حجر: روينا في المحامليات بإسناد حسن عن جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قال: (كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اِلْتَقَوْا يَوْمَ الْعِيدِ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْك).

وروى البيهقي عن خالد بن معدان قال: لقيت واثلة بن الاسقع في يوم عيد فقلت: تقبل الله منا ومنك، فقال: نعم تقبل الله منا ومنك، قال واثلة: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عيد فقلت: تقبل الله منا ومنك، قال: «نعم تقبل الله منا ومنك».

ولا ريب أن هذه التهنئة من مكارم الأخلاق الإسلامية، ومن المظاهر الاجتماعية الحسنة بين المسلمين.

تاسعاً: صلة الأرحام والعفو عن المسيء:

ومن آداب العيد صلة الأرحام والعفو عن المسيء إن كان قريباً وإن كان بعيداً، وخاصة في هذا اليوم العظيم المبارك، الذي هو يوم المغفرة ويوم الجائزة ويوم الفرصة بنعمة المغفرة والجائزة .

فهلَّا تخلَّقْنا بخُلُق الرحمن الذي عفا، وغفر، وسامح، وتجاوز، وستر، وهلاَّ سمعنا قول الله عز وجل: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ}. وهلَّا سمعنا قول الله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِين}. وهلَّا سمعنا قوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيم}. وهلَّ سمعنا قول النبي صلى الله عليه وسلم: (صِلْ مَنْ قَطَعَكَ، وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ، وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ) رواه أحمد. وهلَّا تذكرنا ذلك الصحابي الجليل الذي قال: (يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ، فَقَالَ: «لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ، وَلا يَزَالُ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ») رواه مسلم.

فصِلْ أرحامك وخاصة من أساء إليك منهم، ثم صِلْ مَنْ قَطَعَكَ من المسلمين وتحلَّ بهذا الخلق الكريم في يوم الجائزة.

عاشراً: صلاة الضحى في بيتك:

ومن آداب العيد وسننه أن تصلي صلاة الضحى في بيتك بعد صلاة العيد، لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَوْمَ الْعِيدِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا وَلا بَعْدَهَا) رواه النسائي. ولحديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يُصَلِّي قَبْلَ الْعِيدِ شَيْئًا، فَإِذَا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ).

خاتمة نسأل الله تعالى حسنها:

أسأل الله عز وجل أن يوفِّقنا جميعاً للالتزام بآداب شرعنا وخاصة في أيام الفرح، في أيام العطاء، لأنه ما وَصَلَ مَنْ وَصَلَ إلى الله تعالى إلا بالآداب الشرعية التي سنَّها لنا النبي صلى الله عليه وسلم. اللهمَّ أكرمنا بذلك يا أرحم الراحمين. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، سبحان ربِّك ربِّ العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

**     **     **

 

 2009-09-19
 29485
الشيخ أحمد شريف النعسان
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  دروس رمضانية

14-03-2024 322 مشاهدة
1-مواساة لأصحاب الأعذار في رمضان

يَا مَنْ أَقْعَدَكُمُ المَرَضُ عَنِ الصِّيَامِ وَالقِيَامِ، وَقُلُوبُكُمْ تَتَلَهَّفُ للصِّيَامِ وَالقِيَامِ، أَبْشِرُوا وَلَا تَحْزَنُوا، فَأَنْتُمْ في نِعْمَةٍ عَظِيمَةٍ وَرَبِّ الكَعْبَةِ، مَا دَامَتْ قُلُوبُكُمْ تَتَطَلَّعُ للصِّيَامِ ... المزيد

 14-03-2024
 
 322
26-05-2022 694 مشاهدة
28ـ غزوة بدر وحسرة المشركين

فِي خِتَامِ هَذَا الشَّهْرِ العَظِيمِ المُبَارَكِ، وَنَحْنُ نَتَحَدَّثُ عَنْ غَزْوَةِ بَدْرٍ الكُبْرَى العَظِيمَةِ المُبَارَكَةِ، التي جَسَّدَتْ لَنَا بِوُضُوحٍ تَامٍّ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * ... المزيد

 26-05-2022
 
 694
26-05-2022 516 مشاهدة
27ـ غزوة بدر درس عملي لكل ظالم ومظلوم

غَزْوَةُ بَدْرٍ الكُبْرَى فِيهَا دَرْسٌ عَمَلِيٌّ لِكُلِّ ظَالِمٍ، وَلِكُلِّ مَظْلُومٍ، وَكَأَنَّ لِسَانَ حَالِ الغَزْوَةِ يَقُولُ لِكُلِّ مَظْلُومٍ: اصْبِرْ وَصَابِرْ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَحِيدَ عَنْ جَادَّةِ الصَّوَابِ، فَالعَاقِبَةُ لَكَ، ... المزيد

 26-05-2022
 
 516
29-04-2022 386 مشاهدة
26ـ غزوة بدر وتواضع القائد

مِنْ غَزْوَةِ بَدْرٍ الكُبْرَى نَتَعَلَّمُ خُلُقَ التَّوَاضُعِ مِنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَكَيْفَ كَانَ يَتَعَامَلُ مَعَ أَصْحَابِهِ الكِرَامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ. ... المزيد

 29-04-2022
 
 386
29-04-2022 818 مشاهدة
25ـ هنيئًا لكم أيها الصائمون القائمون

يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾. وَيَقُولُ تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ ... المزيد

 29-04-2022
 
 818
29-04-2022 920 مشاهدة
24ـ أقوام عاشوا عيش السعداء

الزَّمَنُ يَمضِي ولا يَعُودُ، ولَيسَ هُناكَ شَيءٌ أسرَعُ من الزَّمَنِ، فهوَ لا يَتَوَقَّفُ، تَمُرُّ اللَّيالِي والأيَّامُ والشُّهُورُ والسَّنَوَاتُ على الإنسَانِ ويَنتَهِي وُجُودُهُ فِيها كَأَنَّهُ لم يَلبَثْ فِيها إلا سَاعَةً من الزَّمَنِ. ... المزيد

 29-04-2022
 
 920

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 412881920
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :