3ـ تلألؤ وجهه المنير وإشراق محياه   

3ـ تلألؤ وجهه المنير وإشراق محياه   

 

من كتاب سيدنا محمد رسول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ

تلألؤ وجهه المنير وإشراق محياه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: يَقُولُ الشَّيْخُ العَلَّامَةُ المُحَدِّثُ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ رَحِمَهُ اللهُ تعالى في كِتَابِهِ: سَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ وَجْهَاً، وَأَنْوَرَهُمْ مُحَيَّا، اجْتَمَعَتْ كَلِمَةُ الصَّحَابَةِ الذينَ وَصَفُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، عَلَى أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، كَانَ مُنِيرَ الوَجْهِ، مُشْرِقَ المُحَيَّا، يَـتَلَأْلَأُ بِالنُّورِ البَاهِرِ، وَالضِّيَاءِ الزَّاهِرِ، وَالبَهَاءِ الظَّاهِرِ.

فَمِنَ الصَّحَابَةِ مَنْ ضَرَبَ المَثَلَ لِبَهَاءِ نُورِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِالشَّمْسِ، وَمِنْهُمْ مَنْ شَبَّهَ ذَلِكَ بِالقَمَرِ، وَمِنْهُمْ مَنْ شَبَّهَ لَمْعَةَ إِشْرَاقَاتِ وَجْهِهِ الشَّرِيفِ بِلَمْعَةِ القَمَرِ، وَجَمِيعُ هَذَا مِمَّا يُثْبِتُ لَنَا إِشْرَاقَاتِ وَجْهِهِ الظَّاهِرَةِ، وَأَنْوَارِهِ البَاهِرَةِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

وَإِلَيْكَ الأَحَادِيثَ السَّاطِعَةَ وَالأَدِلَّةَ القَاطِعَةَ:

روى الترمذي وَغَيْرُهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: مَا رَأَيْتُ شَيْئَاً أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؛ كَأَنَّ الشَّمْسَ تَجْرِي فِي وَجْهِهِ.

(يَقُولُ الشَّيْخُ في الهَامِشِ:

قَالَ عَمْرُو بْنُ سَالِمٍ الخُزَاعِيِّ حِينَ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ وَهُوَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ في المَسْجِدِ يَسْتَنْصِرُهُ عَلَى قُرَيْشٍ لَمَّا نَقَضُوا العَهْدَ:

يَـا رَبِّ إِنِّـي نَـاشِـدٌ مٌحَمَّدَاً    ***   حِـلْـفَ أَبِـيـنَـا وَأَبِيهِ الأَتْلَـدَا

قَدْ كُنْتُمْ وَلَدَاً وَكُنـَّـا وَالِـدَاً    ***   ثُمَّةَ أَسْلَمْنَا وَلَمْ نَـنْـزِعْ يَـــــدَا

فَانْصُرْ هَدَاكَ اللهُ نَـصْرَاً أَبَدَاً   ***   وَادْعُ عِبَادَ اللهِ يَأْتُوا مَــــــدَدَاً

فِيهِمْ رَسُولُ اللهِ قَدْ تَـجَرَّدَا     ***   أَبْيَضَ مِثْلَ البَدْرِ يَسْمُوا صُعُدَاً

قَالَ الإِمَامُ الغَزَالِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: وَكَانُوا يَقُولُونَ : هُوَ كَمَا وَصَفَهُ صَاحِبُهُ  أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:

أَمِيُنٌ مُصْطَفَىً للخَيْرِ يَدْعُو   ***   كَضَوْءِ البَدْرِ زَايِلُهُ الظَّلَامُ

وَعَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: قُلْتُ لِلرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ: صِفِي لَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّ، لَوْ رَأَيْتَهُ، رَأَيْتَ الشَّمْسَ طَالِعَةً. رواه الدارمي وَغَيْرُهُ.

وروى الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ هِنْدِ بْنِ أَبِي هَالَةَ التَّمِيمِيَّ، مِنْ رِوَايَةِ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَأَلْتُ خَالِي هِنْدَ بْنَ أَبِي هَالَةَ ـ وَكَانَ وَصَّافَاً ـ عَنْ حِلْيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَشْتَهِي أَنْ يَصِفَ لِي مِنْهَا شَيْئَاً أَتَعَلَّقُ بِهِ.

فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَخْمَاً مُفَخَّمَاً، يَتَلَأْلَأُ وَجْهُهُ تَلَأْلُؤَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ .... الحَدِيثُ كَمَا سَيَأْتِي.

وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فِي لَيْلَةٍ إِضْحِيَانٍ (أَيْ: مُقْمِرَةً مُضِيئَةً مُنَوَّرَةً) فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَإِلَى القَمَرِ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ، فَإِذَا هُوَ عِنْدِي أَحْسَنُ مِنَ القَمَرِ.

وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ قَالَ: سُئِلَ البَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ: أَكَانَ وَجْهُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ السَّيْفِ؟

قَالَ: لَا، بَلْ مِثْلَ القَمَرِ.

وروى الإمام مسلم عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ وَقَالَ رَجُلٌ: كَانَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ السَّيْفِ؟

قَالَ: لَا، بَلْ كَانَ مِثْلَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، وَكَانَ مُسْتَدِيرَاً.

وفي صَحِيحِ الإمام البخاري مِنْ حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ، حَتَّى كَأَنَّهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ، وَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ.

وروى البيهقي عَنْ أَبِي إِسْحَقَ الهَمَدَانِيِّ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ هَمَدَانَ سَمَّاهَا أَبُو إِسْحَقَ؛ قَالَتْ: حَجَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مَرَّاتٍ، فَرَأَيْتُهُ عَلَى بَعِيرٍ لَهُ يَطُوفُ بِالكَعْبَةِ، بِيَدِهِ مِحْجَنٌ عَلَيْهِ بُرْدَانِ أَحْمَرَانِ، يَكَادُ يَمَسُّ شَعْرُهُ مَنْكِبَهُ، إِذَا مَرَّ بِالحَجَرِ اسْتَلَمَهُ بِالمِحْجَنِ، ثُمَّ يَرْفَعُهُ إلى فِيهِ فَيُقَبِّلُهُ.

قَالَ أَبُو إِسْحَقَ: فَقُلْتُ لَهَا: شَبِّهِيهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

فَقَالَتْ: كَالقَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ.

وَلَمَّا قَدِمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ جَعَلَ أَهْلُهَا يَتَنَاشَدُونَ:

طَـلَـعَ الـبَـدْرُ عَلَيْنَا   ***   مِنْ ثَنِيَّاتِ الــوَدَاعِ

وَجَبَ الشُّكْرُ عَلَيْنَا   ***   مَـــــا دَعَـا للهِ دَاعٍ

أَيُّهَا المَبْعُوثُ فِـيـنَـا   ***   جِئْتَ بِالأَمْرِ المُطَاعِ

فَوَجْهُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ المُشْرِقُ بِالأَنْوَارِ، وَالفَيَّاضُ بِالمَعَانِي وَالأَسْرَارِ، دَلِيلٌ سَاطِعٌ وَبُرْهَانٌ قَاطِعٌ عَلَى أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ تعالى حَقَّاً وَصِدْقَاً.

قَالَ عَبْدُ اللهِ  بْنُ سَلَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ (أَسْرَعُوا) وَقِيلَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا اسْتَبَنْتُ (تَبَيَّنْتُ وَتَحَقَّقْتُ) وَجْهَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ (أَيْ: بَلْ هُوَ وَجْهُ إِمَامِ المُرْسَلِينَ).

وَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلَامٍ» رواه الترمذي.

وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ:

لَوْ لَمْ تَكُنْ فِيهِ آيَاتٌ مُبَيِّنَةٌ   ***   كَانَتْ بَدِيهَتُهُ تُنْبِيكَ بِالخَبَرِ

وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ وَجْهَاً، وَأَنْوَرَهُمْ لَوْنَاً، لَمْ يَصِفْهُ وَاصِفٌ قَطُّ إِلَّا شَبَّهَ وَجْهَهُ بِالقَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، وَكَانَ عَرَقُهُ في وَجْهِهِ مِثْلَ اللُّؤْلُؤِ، وَأَطْيَبَ مِنَ المِسْكِ الأَذْفَرَ. رواه أبو نعيم وغيره.

وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ أَبُو طَالِبٍ:

وَأَبْيَضَ يُسْتَسْقَى الغَمَامُ بِوَجْهِهِ   ***   ثِمَالُ اليَتَامَى عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ

وروى البيهقي وابْنُ عَسَاكِرَ وَأَبُو نعيم وَالخَطِيبُ بِسَنَدٍ حَسَنٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: كُنْتُ قَاعِدَةً أَغْزِلُ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَخْصِفُ نَعْلَهُ، فَجَعَلَ جَبِينُهُ يَعْرَقُ، وَجَعَلَ عَرَقُهُ يَتَوَلَّدُ نُورَاً؛ فَبُهِتُّ.

فَنَظَرَ إِلِيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَالَكِ يَا عَائِشَةُ بُهِتِّ؟».

قُلْتُ: جَعَلَ جَبِينُكَ يَعْرَقُ، وَجَعَلَ عَرَقُكَ يَتَوَلَّدُ نُورَاً، وَلَوْ رَآكَ أَبُو كَبِيرٍ الْهُذَلِيُّ لَعَلِمَ أَنَّكَ أَحَقُّ بِشِعْرِهِ حَيْثُ يَقُولُ:

وَمُـبَرَّأٍ مِـنْ كُلِّ غُبَّرِ حَيْضَةٍ   ***   وَفَـسَـادِ مُـرْضِعَةٍ وَدَاءٍ مُغَيِّلِ

فَإِذَا نَظَرْتَ إِلَى أَسِرَّةِ وَجْهِهِ   ***   بَرَقَتْ كَبَرْقِ الْعَارِضِ المُتَهَلِّلِ

غُبَّرُ الحَيْضِ: هُوَ بَقِيَّةُ دَمِهِ وَهُوَ كِنَايَةٌ عَنْ نَجَابَةِ الطِّفْلِ وَيُمْنِهِ.

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَجْلَى الجَبِينِ، إِذَا طَلَعَ جَبِينُهُ بَيْنَ الشَّعْرِ أَو طَلَعَ مِنْ فَلَقِ الشَّعْرِ، أَو عِنْدَ اللَّيْلِ، أَو طَلَعَ بِوَجْهِهِ عَلَى النَّاسِ، تَرَاءَى جَبِينُهُ كَأَنَّهُ هُوَ السِّرَاجُ المُتَوَقِّدُ يَتَلَأْلَأُ، وَكَانُوا يَقُولُونَ: هُوَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَمَا قَالَ شَاعِرُهُ حَسَّانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:

مَـتَـى يَـبْدُ في اللَّيْلِ البَهِيمِ جَبِينُهُ   ***   يَلُحْ مِثْلَ مِصْبَاحِ الدُّجَى المُتَوَقِّدِ

فَمَنْ كَانَ أَو مَنْ قَدْ يَكُونُ كَأَحْمَدٍ   ***   نِـظَـامٌ لِحَـقٍّ أَو نَـكَـالٌ لِمُلْـحِــدِ

وَفِي حَدِيثِ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللهِ المُحَارِبِيِّ ـ كما في سنن الدارقطني قَالَ: فَقَالَتِ الظَّعِينَةُ: لَا تَلَاوَمُوا، فَقَدْ رَأَيْتُ وَجْهَ رَجُلٍ مَا كَانَ لِيَحْقَرَكُمْ، مَا رَأَيْتُ وَجْهَ رَجُلٍ أَشْبَهَ بِالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ مِنْ وَجْهِهِ (تَعْنِي بِذَلِكَ وَجْهَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

يَا رَبِّ، نَسْأَلُكَ حَقَّ الاتِّبَاعِ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. آمين.

**     **     **

تاريخ الكلمة:

الاثنين: 30/ ربيع الأول /1439هـ، الموافق: 18/ كانون الأول / 2017م

الشيخ أحمد شريف النعسان
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  من كتاب سيدنا محمد رسول الله   

20-03-2021 2650 مشاهدة
203ـ تمسح الملائكة بالقبر الشريف

رَوَى الدَّارَمِيُّ بِإِسْنَادِهِ أَنَّ كَعْبَاً ـ أَيْ: كَعْبَ الأَحْبَارِ ـ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَذَكَرُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ كَعْبٌ: مَا مِنْ يَوْمٍ يَطْلُعُ ... المزيد

 20-03-2021
 
 2650
12-03-2021 1470 مشاهدة
202ـ إفاضة القبر الشريف بالأسرار والأنوار

بَابُ مَا أَكْرَمَ اللهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ مَوْتِهِ. ثُمَّ رَوَى بِإِسْنَادٍ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ أَوْسِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قُحِطَ أَهْلُ المَدِينَةِ قَحْطَاً شَدِيدَاً، ... المزيد

 12-03-2021
 
 1470
19-02-2021 995 مشاهدة
201ـ بكاء الصحابة لتذكرهم عهوده صلى الله عليه وسلم

عَادَ خَبَّابَاً نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: أَبْشِرْ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، تَرِدُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الحَوْضَ! ... المزيد

 19-02-2021
 
 995
20-11-2020 4142 مشاهدة
200ـ بكاء الصحابة عند ذكر النبي صلى الله عليه وسلم (2)

يَقُولُ الشَّيْخُ العَلَّامَةُ المُحَدِّثُ عَبْدُ اللهِ سِرَاجُ الدِّينِ رَحِمَهُ اللهُ تعالى في كِتَابِهِ: سَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: وَأَخْرَجَ ابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ زَيْدِ بْنِ ... المزيد

 20-11-2020
 
 4142
13-11-2020 1894 مشاهدة
199ـ بكاء الصحابة عند ذكر النبي صلى الله عليه وسلم

رَوَى الإِمَامُ مُسْلِمٌ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أُمِّ أَيْمَنَ رَضِيَ اللهُ ... المزيد

 13-11-2020
 
 1894
06-11-2020 980 مشاهدة
198ـ محبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم (5)

بُكَاءُ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ لِأَلَمِ فِرَاقِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَبُكَاؤُهُمْ لِتَذَكُّرِ مَجَالِسِهِ، وَبُكَاؤُهُمْ عِنْدَ ذِكْرِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ... المزيد

 06-11-2020
 
 980

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3153
المكتبة الصوتية 4762
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 411964034
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :