أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7102 - دليل القنوت في صلاة الفجر

04-12-2015 3873 مشاهدة
 السؤال :
هل هناك حديث شريف يدل عل مشروعية القنوت في صلاة الفجر؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7102
 2015-12-04

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَد روى الدارقطني والبيهقي عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسَاً عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّمَا قَنَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ شَهْرَاً؟

فَقَالَ: مَا زَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقْنُتُ فِي صَلاَةِ الْغَدَاةِ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا.

وروى البيهقي عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُما قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقْنُتُ بِهَؤُلَاءِ الكَلِمَاتِ في صَلَاةِ الصُّبْحِ وفي الوِتْرِ باللَّيْلِ: «اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لا يَذِلُّ من وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ».

وروى الإمام الحاكم عَن عَلِيٍّ وَعَمَّارٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَجْهَرُ في المَكْتُوبَاتِ بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَكَانَ يَقْنُتُ في صَلَاةِ الفَجْرِ، وَكَانَ يُكَبِّرُ من يَوْمِ عَرَفَةَ صَلَاةِ الغَدَاةِ، وَيَقْطَعُهَا صَلَاةَ العَصْرِ آخِرَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ.

وروى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْنُتُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ.

وروى الإمام أحمد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: مَا زَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقْنُتُ فِي الْفَجْرِ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا.

وَجَاءَ في تَهْذِيبِ الآثَارِ للطَّبَرِيِّ، عَن الرَّبِيعِ قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ عَن قُنُوتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَنَتَ شَهْرَاً.

فَقَالَ: مَا زَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقْنُتُ حَتَّى مَاتَ.

قَالُوا: فَالقُنُوتُ في صَلَاةِ الصُّبْحِ لَمْ يَزَلْ من عَمَلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا.

قَالُوا: والذي رُوِيَ عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَنَتَ شَهْرَاً، ثمَّ تَرَكَهُ، إِنَّمَا كَانَ قُنُوتُهُ على مَن رُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ دَعَا عَلَى قَتَلَةِ أَصْحَابِ بِئْرِ مَعُونَةَ، من رعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعَصِيَّةَ وَأَشْبَاهِهِم، فَإِنَّهُ قَنَتَ يَدْعُو عَلَيْهِم في كُلِّ صَلَاةٍ، ثمَّ تَرَكَ القُنُوتَ عَلَيْهِم، فَأَمَّا في الفَجْرِ، فَإِنَّهُ لَمْ يَتْرُكْهُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا.

 وبناء على ذلك:

فَقَد وَرَدَ عَن سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقْنُتُ في صَلاةِ الفَجْرِ، وَأَنَّهُ مَا تَرَكَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا، وعلى هذا قَوْلُ فُقَهَاءِ الشَّافِعِيَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنهُم: القُنُوتُ في صَلاةِ الصُّبْحِ سُنَّةٌ مَؤَكَّدَةٌ.

وهذا مَا أَكَّدَهُ الإِمَامُ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى، وَمَا أَدْرَاكَ مَن هُوَ الإِمَامُ النَّوَوِيُّ.

وعل كُلِّ حَالٍ، مَن كَانَ حَرِيصَاً على جَمْعِ شَمْلِ المُسْلِمِينَ، فَإِنَّهُ لا يُنْكِرُ على مَن قَنَتَ في صَلاةِ الفَجْرِ، لِوُجُودِ الأَدِلَّةِ من الأَحَادِيثِ الشَّرِيفَةِ، ومن أَقْوَالِ سَلَفِ الأُمَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنهُم، وَكَذَلِكَ لا يُنْكِرُ على مَنْ لَمْ يَقْنُتْ في صَلاةِ الفَجْرِ، لِوُجُودِ الأَدِلَّةِ عِنْدَهُم مَعَ أَقْوَالِ الفُقَهَاءِ، رَضِيَ اللهُ عَنهُم جَمِيعَاً؛ وَخِلافُهُم لا شَكَّ أَنَّ فِيهِ الرَّحْمَةَ والسَّعَةَ على خَلْقِ اللهِ تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
3873 مشاهدة