أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7696 - آداب المستمع للمواعظ والدروس

13-11-2016 3711 مشاهدة
 السؤال :
من فضل الله عَلَيَّ أني أحب الاستماع للدروس والمواعظ، فهل بالإمكان إرشادي إلى آداب المستمع للموعظة والدرس؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7696
 2016-11-13

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَمِنْ آدَابِ الاسْتِمَاعِ للمَوْعِظَةِ وَالدَّرْسِ:

أولاً: القُرْبُ مِنَ الوَاعِظِ أَوِ المُدَرِّسِ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الـشَّرِيفِ الذي رواه الإمام مسلم عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ».

ثانياً: الإِنْصَاتُ للوَاعِظِ أَوِ المُدَرِّسِ، وَعَدَمُ الكَلَامِ مَعَ أَحَدٍ، لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِالإِنْصَاتِ أَثْنَاءَ المَوْعِظَةِ أَوِ الدَّرْسِ، روى الشيخان عَنْ جَرِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ: «اسْتَنْصِتِ النَّاسَ». فَقَالَ: «لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارَاً، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ».

وَمِنْ هَذَا المُنْطَلَقِ قَالَ العُلَمَاءُ: إِنَّ الإِنْصَاتَ للعُلَمَاءِ لَازِمٌ للمُتَعَلِّمِينَ، لِأَنَّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ؛ وَيَقُولُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: أَوَّلُ العِلْمِ الاسْتِمَاعُ، ثمَّ الإِنْصَاتُ، ثمَّ الحِفْظُ، ثمَّ العَمَلُ، ثمَّ النَّشْرُ.

ثالثاً: اسْتِقْبَالُ الوَاعِظِ أَوِ المُدَرِّسِ، لِأَنَّ العَيْنَ مَغْرَفَةُ الكَلَامِ.

رابعاً: الدُّعَاءُ للوَاعِظِ أَوِ المُدَرِّسِ أَنْ يُسَدِّدَهُ اللهُ تعالى فِيمَا يَقُولُ، وَأَنْ يُوَفِّقَهُ للعَمَلِ بِمَا يَقُولُ، وَأَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ حُجَّةً لَهُ لَا عَلَيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
3711 مشاهدة