أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

326 - تعامل المرأة مع زوجها السيئ الخلق

02-05-2007 69 مشاهدة
 السؤال :
امرأة متزوجة، وزوجها فظ غليظ القلب، يسيء بالكلام، ويكثر الإهانة، فهل يجوز للمرأة أن ترد السيئة بالسيئة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 326
 2007-05-02

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَالمَرْأَةُ المُسْلِمَةُ التي سَمِعَتْ قَوْلَ اللهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ﴾. وَسَمِعَتْ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ﴾. وَسَمِعَتْ قَوْلَهُ تعالى: ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ﴾. وَسَمِعَتْ قَوْلَهُ تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾. المَرْأَةُ التي سَمِعَتْ هَذِهِ الآيَاتِ وَغَيْرَهَا هِيَ التي لَا تُقَابِلُ السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ، وَلَا تَعْصِي اللهَ فِيمَنْ عَصَى اللهَ فِيهَا، هِيَ التي تُعَلِّمُ الرِّجَالَ كَيْفَ يَكُونُ التَّخَلُّقُ بِأَخْلَاقِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟

فَلَيْسَ مِنْ أَدَبِ المَرْأَةِ المُسْلِمَةِ أَنْ تَرُدَّ عَلَى زَوْجِهَا إِنْ أَسَاءَ إِلَيْهَا، بَلْ يَجِبُ عَلَيْهَا النُّصْحُ بِالمَعْرُوفِ، لِقَوْلِ اللِه عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾. عَلَيْهَا أَنْ تُذَكِّرَ زَوْجَهَا بِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَكْمَلُ المُؤْمِنِينَ إِيمَانَاً أَحْسَنُهُمْ خُلُقَاً، وَخَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِنِسَائِهِمْ» رواه الترمذي.

كُلُّ هَذَا بَعْدَ قِيَامِهَا بِالوَاجِبِ الشَّرْعِيِّ الذي عَلَيْهَا تُجَاهَ زَوْجِهَا، فَإِنْ قَامَتْ بِالحُقُوقِ المُتَرَتِّبَةِ عَلَيْهَا، وَذَكَّرَتْهُ فَلَمْ يَتَذَكَّرْ، وَصَبَرَتْ حَتَّى كَادَ يَنْفَدُ صَبْرُهَا، لَهَا أَنْ تَطْلُبَ الطَّلَاقَ مِنْهُ فَإِنَّهُ لَا خَيْرَ في حَيَاةٍ زَوْجِيَّةٍ شَأْنُهَا كَذَلِكَ، وَلَا خَيْرَ في حَيَاةٍ زَوْجِيَّةٍ نَسِيَ فِيهَا الزَّوْجُ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾ وَنَسِيَ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾. وَصَدَقَ اللهُ إِذْ يَقُولُ: ﴿وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللهُ كُلَّاً مِنْ سَعَتِهِ﴾. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
69 مشاهدة
الملف المرفق