أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

4286 - ما معنى من أتى حائضاً فقد كفر؟

24-09-2011 14986 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح بأن الرجل إذا أتى امرأته وهي حائض يكون كافراً؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4286
 2011-09-24

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد جاء في الحديث الشريف الذي رواه الإمام أحمد عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (مَنْ أَتَى حَائِضًا، أَوْ امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا، أَوْ كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم).

وذكر الفقهاء أنه يحرم على الرجل أن يأتي امرأته وهي حائض، كما يحرم عليه إتيانها من دُبُرها، فإن فعل ذلك فقد وقع في مخالفة شرعية، ويجب عليه أن يتوب إلى الله تعالى منها، لأن فعل الكبائر مع الاعتقاد بتحريمها لا يُخرِج العبد عن الملة.

وبناء على ذلك:

فهذا الحديث الشريف محمولٌ على من استحلَّ هذا الفعل، ولم يعتقد بحرمته، فمن استحلَّه واعتبره حلالاً فقد كفر والعياذ بالله تعالى، وكفر بما أُنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وأما من فعل ذلك مع الاعتقاد بتحريمه فليس بكافر.

وبعض العلماء حمل الحديث الشريف على التغليظ والتشديد، واعتبر الكفر هنا بمعنى الكفر بالنعمة.

ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى: الكفر نوعان، كفر أكبر وكفر أصغر، فالكفر الأكبر: هو الموجب للخلود في النار، والأصغر: موجب لاستحقاق الوعيد دون الخلود، كما في الحديث الشريف الذي رواه الإمام مسلم عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رضي اللَّه عَنْهُ قالَ: قَالَ رسُولُ اللَّه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (اثْنَتَان في النَّاسِ هُمَا بِهِم كُفْرٌ: الطَّعْنُ في النَّسَبِ، والنِّيَاحةُ على المَّيت). وفي هذا الحديث الشريف الذي رواه الإمام أحمد عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (مَنْ أَتَى حَائِضًا، أَوْ امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا، أَوْ كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم). هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
14986 مشاهدة