أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7821 - علق طلاق الأم على حجاب ابنتها

21-01-2017 1260 مشاهدة
 السؤال :
أنا فتاة أكرمني الله تعالى بالهداية، فتحجبت بعد سفور فاضح، ولكن فوجئت من والدي بقوله لي: إذا لم تنزعي الحجاب فأمك طالقة مني، فماذا أصنع؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7821
 2017-01-21

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: الحِجَابُ فَرْضٌ على المَرْأَةِ المُسْلِمَةِ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ المُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورَاً رَحِيمَاً﴾. وَلِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾.

ثانياً: يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ» رواه الطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي المَعْرُوفِ» رواه الشيخان عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ثالثاً: يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا، قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ المَائِلَةِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وبناء على ذلك:

فَلِلَّهِ الحَمْدُ الذي هَدَاكِ، وَلَهُ الحَمْدُ بِأَنْ أَكْرَمَكِ اللهُ تعالى بِثِيَابِ أَهْلِ التَّقْوَى بَعْدَ ثِيَابِ أَهْلِ النَّارِ، وَاعْلَمِي أَنَّهُ لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ في مَعْصِيَةِ الخَالِقِ جَلَّ وَعَلَا، وَاسْتَعِينِي بِاللهِ تعالى على الثَّبَاتِ على الحَقِّ، وَبِإِمْكَانِ أَبِيكِ أَن يُرْجِعَ أُمَّكِ إلى عَقْدِ زَوَاجِهِ إِذَا كَانَ هَذَا طَلَاقُهُ الأَوَّلُ أَو الثَّانِي خِلَالِ فَتْرَةِ العِدَّةِ، وَذَلِكَ بَعْدَ تَوْبَتِهِ للهِ تعالى مِنْ أَمْرِكِ بِالمَعْصِيَةِ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1260 مشاهدة