أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5826 - علامة من علامات قيام الساعة لما تظهر بعد

01-05-2013 16504 مشاهدة
 السؤال :
ما هي صحة حديث سيدنا علي رَضِيَ اللهُ عنهُ: «سَيَخْرُجُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَحْدَاثُ الْأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ»؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5826
 2013-05-01

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد جاءَ في الصَّحيحَينِ عن عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: قال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «سَيَخْرُجُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، أَحْدَاثُ الْأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِن الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْراً لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

وفي رواية الإمام مسلم عن سيِّدِنا عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَلَأَنْ أَخِرَّ مِنْ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقُولَ عَلَيْهِ مَا لَمْ يَقُلْ، وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فَإِنَّ الْحَرْبَ خِدْعَةٌ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «سَيَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ أَحْدَاثُ الْأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِن الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْراً لِمَنْ قَتَلَهُمْ عِنْدَ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

معنى فَلَأَنْ أَخِرَّ مِنْ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقُولَ عَلَيْهِ مَا لَمْ يَقُلْ: أي فلأنْ أسقُطَ من السَّماءِ على الأرضِ فأهلِكَ أحبُّ إليَّ من أن أقولَ عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ما لم يَقُل، أي من أن أكذِبَ على النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

معنى وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فَإِنَّ الْحَرْبَ خِدْعَةٌ: خِطابٌ منه للخَوارِجِ، وجوابُ إذا محذوفٌ، أي فلا حَرَجَ، ويقولُ الإمامُ النَّوويُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: بَلَغَنا أنَّها لُغَةُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فهوَ حديثٌ مَرفوعٌ، وفيهِ إشارةٌ إلى استِعمالِ الرَّأيِ في الحربِ، بل الاحتِياجُ إليه آكَدُ من الشَّجاعَةِ.

قال ابنُ المنيرِ: معنى الحربُ خِدعَةٌ: أي الحربُ الجَيِّدَةُ لِصاحِبِها، الكامِلَةُ في مَقصودِها، إنَّما هيَ المخادَعَةُ لا المواجَهَةُ، وذلكَ لِخَطَرِ المواجَهَةِ، وحُصولِ الظَّفَرِ مع المخادَعَةِ بِغَيرِ خَطَرٍ .

معنى «أَحْدَاثُ الْأَسْنَانِ»: أي صغارُ الأسنانِ، وهيِ كنايةٌ عن الشَّبابِ.

معنى «سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ»: أي أنَّ عُقولَهُم رَديئةٌ.

معنى «يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ»: هوَ من المقلوبِ، والمرادُ يُحَدِّثونَ من خيرِ ما يَتَكَلَّمُ به الخَلقُ، وهوَ القرآنُ العَظيمُ.

معنى «يَمْرُقُونَ مِن الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ»: أي يَخْرُجُونَ مِنْهُ خُرُوج السَّهْم إِذَا نَفَذَ الصَّيْد.

وبناء على ذلك:

 فالحديث صحيحٌ مُتَّفَقٌ عليه، وهوَ من علاماتِ قِيامِ السَّاعةِ، ولمَّا تَظهَرْ بعدُ، وإن كانت بوادِرُها بَدَأت تَظهَرُ في هذا الزَّمانِ، وفي الحديثِ دليلٌ على أنَّ الخوارِجَ من زَمَنِ سيِّدِنا عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنهُ إلى الآن لم يَنقَرِضوا، بل سَيَظهَرونَ في آخِرِ الزَّمانِ بالوَصفِ الذي ذَكَرَهُ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
16504 مشاهدة