أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1033 - والده يأخذ كل ما يجنيه في الغربة

27-04-2008 20830 مشاهدة
 السؤال :
أنا شاب أعمل في السعودية منذ خمس سنوات ولدي من الإخوة والأخوات خمسة عشر ولدينا الحمد لله أرض بمساحة كبيرة ولله الحمد، وكما تعلم يا سيدي الماء كانت قليلة في منطقتنا الباب، وعندما سافرت إلى السعودية كان وضعنا تعبان وعلينا ديون ووالدي موظف وعائلتي كلها تعمل في الأرض، والحمد لله الله فتح علي وفي الثلاث سنوات الأولى بعثت كل ما جمعته لوالدي مبلغ حوالي مليون وثلاثمئة ألف، ثم بعد ذلك تزوجت ولي ولد واشتريت بيتاً صغيراً في المدينة، والوالد الحمد لله وفّى الدين من المبلغ الذي بعثته وبنى محلين في القرية طبعاً له، وتزوج على الوالدة امرأة من الساحل ونحن لم نعارضه في شيء وقلنا حقه ولكنه يطالبني بربع ما أجنيه كل سنة بحجة أن واجبي أن أصرف على إخوتي، على الرغم من أن إخوتي كلهم يعملون بالأرض والموسم كله للوالد يتصرف به والآن كما تعلم وصلت الماء إلى منطقتنا والأرض لها موسم ممتاز لكن الوالد مصروفه كبير كما يأتينا موسم كبير، ودائماً يستدين في نهاية السنة من مصروف جوال وبيكاب وحوالي سبعة آلاف مصروف ضمن الدوام هو يقول هذا مصروف شخصي وغيرها لا أعلمها، وهو لا يفكر بالعائلة من تزويج إخوتي أو بناء منازل لهم، فهل واجب عليّ أن أعطي والدي ما يريد؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1033
 2008-04-27

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فمن خلال ما عرضتم في السؤال رأيت والدكم حفظه الله تعالى وإياكم من كل سوء كأنه يطمع في مالكم، ويريد أخذ ما استطاع أخذه من جهدكم بأي طريق كان.

أقول لكم أخي الكريم: الفتوى في هذا: هذا ليس من حقه شرعاً، وخاصة أنه عنده ما يكفيه، ولا يجب عليكم أن تتصدقوا على إخوتكم شيئاً وخاصة أنهم قادرون على الكسب وهم يعملون.

ولكن أقول لكم نصيحة: إذا كان بوسعكم أن ترسلوا لوالدكم ما يريد، وخاصة أنه لا يصرف المال في معصية الله، وعندكم فائض من المال، بحيث تقوم بالنفقة على نفسك وزوجك وولدك، فادفع له على قدر الاستطاعة ما يريد، لأن المال همزة وصل جعله الله بيننا، فلا ينبغي أن نجعله همزة قطع، لأنك بالمال تربح رضا والدك، ورضاه بالمال لا يقدر عند الله عز وجل.

وأما إذا كان والدك لا قدر الله يصرف المال بطرق غير مشروعة، فلا يجوز لك أن ترسل إليه شيئاً، حتى لا تكون له عوناً على المعصية.

أما إذا كان دخلك لا يعينك على ذلك، فلا حرج في عدم إرسال المال إليه إلا الشيء القليل. أسال الله تعالى أن يصلح أحوالنا وأن يلهمنا رشدنا. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
20830 مشاهدة