أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

654 - ما معنى: (إذا لم تستح فاصنع ما شئت)؟

15-11-2007 61705 مشاهدة
 السؤال :
ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا لم تستح فاصنع ما شئت) ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 654
 2007-11-15

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: فكلام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم له تأويلان: أحدهما: ظاهر، وهو المشهور، ومعناه: إذا لم تستح من العيب ولم تخش العار مما تفعله، فافعل ما تحدثك به نفسك من أغراضها، سواء كان حسناً أو قبيحاً، وهذا لفظه أمر، ومعناه توبيخ وتهديد، هذا كقوله تعالى: {ومن شاء فليكفر} لفظه أمر، ومعناه توبيخ وتهديد بدليل تتمة الآية: {ومن شاء فليكفر إنا اعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقاً}.

الثاني: إذا كنت في فعلك آمناً أن تستحي منه فاصنع منه ما شئت، كأنه قال: إذا كنت في أفعالك جارياً على سَنَنِ الصواب فافعل منه ما شئت. ثانياً: الحديث الشريف رواه البخاري وأبو داود عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحيِ فاصنع ما شئت). وقوله صلى الله عليه وسلم: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى) معناه: إن هذا مما بقي من كلام النبوة الأولى، يعني: أن الحياء لم يزل مستحسناً في شرائع الأنبياء والمرسلين، وأنه لم يُرفع ولم يُنسخ في جملة ما نسخ الله من شرائعهم. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
61705 مشاهدة