أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

3344 - هل صحيح أن رسول الله    نور؟

03-10-2010 1653 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح بأنَّ سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم هو نور، لأني سمعت من بعض الأفاضل يقول هذا، ونحن نقرأ قول الله عز وجل: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ}؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 3344
 2010-10-03

الجواب: الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيقول الله عز وجل في كتابه العظيم: {قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِين}. والنور هنا هو سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، والكتاب المبين هو القرآن العظيم.

وهذا هو الحق الذي يجب علينا اعتقاده، ولا تعارض في نورانية سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبشريته، لأن الجمع بينهما ممكن، حيث تحمل الآية: {قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ} على النور المجازي، وبشريته المشار إليها بقوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ}. وقوله تعالى: {قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً} وقوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيم} على الطبيعة البشرية التي خلقها الله تعالى في كل إنسان.

فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بشر ولكنه يختلف عن البشر من حيث المعنى القائم فيه وهو الوحي والنبوة والرسالة، كما قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ}. فالتفاضل بين البشر بما يخصصون، فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بشر لا كالبشر بسر الوحي والنبوة والرسالة، ورحم الله القائل:

فبمبلغ العلم فيه أنه بشر *** وأنه خير خلق الله كلهم

ورحم الله القائل:

محمد بشر وليس كالبشر *** بل هو ياقوتة والناس كالحجر

وبناء على ذلك:

فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم نور كما قال تعالى، ولكنه نور مجازي لا هيكل نوراني متجرِّد عن حقيقته البشرية، لذلك كان يتعرَّض صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لما يتعرَّض له البشر من حاجة إلى طعام وشراب ويجري عليه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ما يجري على البشر.

وإني أسأل الله تعالى أن يمدنا من نوره صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وأن يجعلنا على هديه وشرعه، وأن يميتنا على ملته، وأن يحشرنا في شفاعته يوم القيامة، بأبي وأمي هو صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1653 مشاهدة