أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

2077 - حكم التصفيق للرجال والنساء

05-06-2009 73039 مشاهدة
 السؤال :
ما حكم التصفيق بالنسبة للرجال والنساء في الأفراح أو بعد انتهاء محاضرة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 2077
 2009-06-05

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد ذكر الفقهاء كراهية التصفيق من غير حاجة، حتى لا يكون في ذلك تشبه بالكفار، لأن الله تعالى يقول في حق المشركين: {وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُون}.

ويقول ابن عباس رضي الله عنهما: كانت قريش تطوف بالبيت عراة، يصفِّقون ويصفِّرون، فكان ذلك عبادة في ظنهم. والمكاء: الصفير. اهـ.

وها أنا أنقل إليك كلام العز بن عبد السلام سلطان العلماء الذي ذكره في كتابه قواعد الأحكام في مصالح الأنام حيث يقول: وَقَدْ حَرَّمَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ التَّصْفِيقَ لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ: (إنَّمَا التَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ) و(لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْـمُتَشَبِّهِينَ مِنْ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالْـمُتَشَبِّهَاتِ مِنْ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ) رواه البخاري، وَمَنْ هَابَ الإِلَهَ وَأَدْرَكَ شَيْئًا مِنْ تَعْظِيمِهِ لَمْ يُتَصَوَّرَ مِنْهُ رَقْصٌ وَلا تَصْفِيقٌ، وَلا يَصْدُرُ التَّصْفِيقُ وَالرَّقْصُ إلا مِنْ غَبِيٍّ جَاهِلٍ، وَلا يَصْدُرَانِ مِنْ عَاقِلٍ فَاضِلٍ، وَيَدُلُّ عَلَى جَهَالَةِ فَاعِلِهِمَا أَنَّ الشَّرِيعَةَ لَمْ تَرِدْ بِهِمَا فِي كِتَابٍ وَلا سُنَّةٍ ، وَلَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ أَحَدُ الأَنْبِيَاءِ وَلا مُعْتَبَرٌ مِنْ أَتْبَاعِ الأَنْبِيَاءِ، وَإِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ الْجَهَلَةُ السُّفَهَاءُ الَّذِينَ الْتَبَسَتْ عَلَيْهِمْ الْحَقَائِقُ بِالأَهْوَاءِ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} وَقَدْ مَضَى السَّلَفُ وَأَفَاضِلُ الْخَلَفِ وَلَمْ يُلابِسُوا شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، وَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ أَوْ اعْتَقَدَ أَنَّهُ غَرَضٌ مِنْ أَغْرَاضِ نَفْسِهِ وَلَيْسَ بِقُرْبَةٍ إلَى رَبِّهِ، فَإِنْ كَانَ مِمَّنْ يُقْتَدَى بِهِ وَيَعْتَقِدُ أَنَّهُ مَا فَعَلَ ذَلِكَ إلا لِكَوْنِهِ قُرْبَةً فَبِئْسَ مَا صَنَعَ لإِيهَامِهِ أَنَّ هَذَا مِنْ الطَّاعَاتِ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ أَقْبَحِ الرَّعُونَاتِ. اهـ.

وأقول لك يا أخي:

الإنسان المسلم متميز في سلوكه عن سائر الأمم الأخرى، لأن الله عز وجل أكرمه بشرع قال فيه مولانا: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}.

ويقول صلى الله عليه وسلم: (لا تَكُونُوا إِمَّعَةً تَقُولُونَ: إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ، إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا، وَإِنْ أَسَاؤُوا فَلَا تَظْلِمُوا) ر واه الترمذي.

فالمسلم إمام لغيره، وليس غيره إماماً له، فالمسلم متبوع وليس بتابع لغيره، لأن قدوة المسلم أشرف الخلق وسيدهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وتشريعه صلى الله عليه وسلم ليس تشريعاً وضعياً حتى يتعيَّر منه المسلم في عصر من العصور، ولتكن على ثقة يا أخي بأن هذه الأمة لن يُصلِحها إلا ما صلح به أولها. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
73039 مشاهدة