أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

4060 - هل المرأة ناقصة عقل ودين؟

02-07-2011 35997 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح بأن المرأة ناقصة عقل ودين؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4060
 2011-07-02

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: (مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ! قُلْنَ: وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ؟ قُلْنَ: بَلَى، قَالَ: فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا؛ أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ؟ قُلْنَ: بَلَى، قَالَ: فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا)/

أولاً: يجب علينا أن نعلم بأنَّ هذا الحديث الشريف لا ينتقص من قدر المرأة شيئاً، وحاشا أن يصدر هذا عن سيد الخلق وحبيب الحق الذي علَّم البشرية كلَّها الأدب مع الآخرين، بل فيه إشارة إلى التعجُّب من قوة سلطان المرأة على الرجل، حيث عندها المقدرة على سلب عقله، والذهاب بلبِّ الرجل الشديد من أصحاب العزيمة والحزم/

ثانياً: ربُّنا عز وجل جعل عاطفة المرأة أقوى من عاطفة الرجل، لأن الوظيفة والمهمة التي خُلقت من أجلها تقتضي هذا، كما أنه تبارك وتعالى جعل الرجل أقوى تفكيراً من المرأة، لأن الوظيفة والمهمة التي خُلق من أجلها تقتضي هذا/

ثالثاً: من الواقع العملي المُعاش نرى أن سعادة كلٍّ من الرجل والمرأة لا تكون إلا إذا كانت عاطفة المرأة أكبر من عقلها، وعقل الرجل أكبر من عاطفته، وهذا هو التكامل بين الرجل والمرأة/

رابعاً: الكمال في المرأة أن تكون عاطفتها أقوى من عقلها، وكمال الرجل أن يكون عقله أقوى من عاطفته، فلا المرأة أفضل من الرجل، ولا الرجل أفضل من المرأة، بل كلٌّ منهما يكمِّل الطرف الآخر، وهذه هي المساواة الدقيقة بين الرجل والمرأة/

خامساً: ربُّنا عزَّ وجل كلَّف المرأة في بعض الأحيان بترك بعض الطاعات مثل الصلاة والصيام والطواف، وهذا ما يُقال عنه النقص في الدين، والحقيقة أن المرأةَ عندما تترك الصلاةَ والصيام والطواف وتلاوة القرآن وما شاكل ذلك أيام حيضها ونفاسها، فإنما هي طائعة لله عز وجل، لأنها ما تركت هذه العبادات إلا بأمر الله تعالى، ولا يُقال عنها: عاصية لله عز وجل بذلك/

وبناء على ذلك:

فصحيح ما جاء في السؤال، لأن هذا ما أكَّده سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وليس في ذلك انتقاص للمرأة، لأن كمالها بغلبة عاطفتها على عقلها، كما أن كمال الرجل بغلبة عقله على عاطفته، لأنَّ كلَّ واحد منهما له وظيفة، ووظيفته تقتضي هذا/

أما بالنسبة للدين: فهو نقصٌ في ظاهر الأمر، ولكن في الحقيقة هو طاعة لله عز وجل، لأن الله هو الآمر لها بترك بعض العبادات في بعض الأحوال/ هذا، والله تعالى أعلم/

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
35997 مشاهدة