أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7996 - أسباب استجابة الدعاء

29-04-2017 1529 مشاهدة
 السؤال :
ما هي الأسباب المشروعة لاستجابة الدعاء؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7996
 2017-04-29

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَأَسْبَابُ اسْتِجَابَةِ الدُّعَاءِ كَثِيرَةٌ، أَهَمُّهَا:

أولاً: لُقْمَةُ الحَلَالِ، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبَاً، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ المُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ المُرْسَلِينَ، فَقَالَ: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحَاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾. وَقَالَ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾.ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ثانياً: الدُّعَاءُ للآخَرِينَ بِالغَيْبِ، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «دَعْوَةُ المَرْءِ المُسْلِمِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لِأَخِيهِ بِخَيْرٍ، قَالَ المَلَكُ المُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ» رواه الإمام مسلم عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.

ثالثاً: الدُّعَاءُ في الأَزَمَانِ المَخْصُوصَةِ، كَوَقْتِ السَّحَرِ، وَيَوْمِ الجُمُعَةِ، وَبَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ، وَعِنْدَ نُزُولِ المَطَرِ، وَعِنْدَ الكَعْبَةِ المُشَرَّفَةِ، وَأَثْنَاءَ الصِّيَامِ، وَعِنْدَ الفِطْرِ، وَفِي السَّفَرِ.

رابعاً: بِرُّ الوَالِدَيْنِ، وَحَدِيثُ الثَّلَاثَةِ الذينَ آوَاهُمُ المَبِيتُ في الغَارِ مَعْلُومٌ.

خامساً: الوَرَعُ في دِينِ اللهِ تعالى، يَقُولُ سَيِّدُنَا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: بِالوَرَعِ عَمَّا حَرَّمَ اللهُ يَقْبَلُ اللهُ الدُّعَاءَ وَالتَّسْبِيحَ.

وَيَقُولُ سَيِّدُنَا أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: يَكْفِي مَعَ البِرِّ مِنَ الدُّعَاءِ، مِثْلُ مَا يَكْفِي الطَّعَامَ مِنَ المِلْحِ.

وَيَقُولُ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ: يَكْفِي مِنَ الدُّعَاءِ مَعَ الوَرَعِ اليَسِيرُ. كذا في جامع العلوم والحكم.

سادساً: تَرْكُ المَعَاصِي، قِيلَ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ: مَا لَنَا نَدْعُو فَلَا يُسْتَجَابُ لَنَا؟

قَالَ: لِأَنَّ قُلُوبَكُمْ مَاتَتْ بِعَشْرَةِ أَشْيَاءَ: عَرَفْتُمُ اللهَ فَلَمْ تُؤَدُّوا حَقَّهُ، وَادَّعَيْتُمْ أَنَّكُمْ تُحِبُّونَ رَسُولُ اللهِ وَتَرَكْتُمْ سُنَّتَهُ، وَقَرَأْتُمُ القُرْآنَ فَلَمْ تَعْمَلُوا بِهِ، وَأَكَلْتُمْ نِعْمَةَ اللهِ وَلَمْ تُؤَدُّوا شُكْرَهُا، وَقُلْتُمْ: إِنَّ الشَّيْطَانَ عَدُوُّكُمْ وَوَافَقْتُمُوهُ، وَقُلْتُمْ: إِنَّ النَّارَ حَقٌّ وَلَمْ تَهْرُبُوا مِنْهَا، وَقُلْتُمْ: إِنَّ الجَنَّةَ حَقٌّ وَلَمْ تَعْمَلُوا لَهَا، وَقُلْتُمْ: إِنَّ المَوْتَ حَقٌّ وَلَمْ تَسْتَعِدُّوا لَهُ، وَإِذَا انْتَبَهْتُمْ مِنَ النَّوْمِ اشْتَغَلْتُمْ بِعُيُوبِ النَّاسِ وَنَسِيتُمْ عُيُوبَكُمْ، وَدَفَنْتُمْ مَوْتَاكُمْ وَلَمْ تَعْتَبِرُوا بِهِمْ. اهـ.

وَيَقُولُ بَعْضُهُمْ:

نَحْنُ نَدْعُو الإِلَهَ في كُلِّ كَرْبٍ   ***   ثُمَّ نَنْسَاهُ عِنْدَ كَشْفِ الكُرُوبِ

كَـيْـفَ نَـرْجُـو إِجَابَةً لِدُعَاءٍ    ***   قَـدْ سَـدَدْنَا طَـرِيقَهَا بِالذُّنُوبِ

سابعاً: عَدَمُ الدُّعَاءِ بِالإِثْمِ، وَالاسْتِعْجَالُ، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو اللهَ بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا مَأْثَمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ يَسْتَجِيبَ لَهُ دَعْوَتَهُ، أَوْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا، أَوْ يَدَّخِرَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلَهَا».

قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِذَاً نُكْثِرُ.

قَالَ: «اللهُ أَكْثَرُ» رواه الحاكم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ».

قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الِاسْتِعْجَالُ؟

قَالَ: «يَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي، فَـيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مُجَابِي الدُّعَاءِ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1529 مشاهدة