أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5917 - السيدة مارية القبطية رَضِيَ اللهُ عنهُا

10-07-2013 37947 مشاهدة
 السؤال :
هل السيدة مارية القبطية رَضِيَ اللهُ عنها من أمهات المؤمنين؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5917
 2013-07-10

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيقولُ اللهُ تباركَ وتعالى: ﴿وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ﴾. وقالَ الفُقَهاءُ رَضِيَ اللهُ عنهُم: كُلُّ امرأةٍ عَقَدَ عليها سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ودَخَلَ بها، وإن طَلَّقَها بعدَ ذلكَ على القَولِ الرَّاجِحِ هيَ أمٌّ للمؤمنينَ.

وأمَّا من عَقَدَ عليها سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ولم يَدخُلْ بها ثمَّ طَلَّقَها فلا يُطلَقُ عليها لَفظُ أُمِّ المؤمنينَ.

وكذلكَ مَن دَخَلَ عَليها سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ على وَجهِ البُشرى ـ مِلكُ اليَمينِ ـ لا على وَجهِ النِّكاحِ، لا يُطلَقُ عليها لَفظُ أمِّ المؤمنينَ.

وبناء على ذلك:

فالسَّيِّدَةُ مارِيَّةُ القِبطِيَّةُ رَضِيَ اللهُ عنها كانَت سَرِيَّةً للنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، ولمْ تَحظَ بِلَقَبِ أُمِّ المؤمنينَ، ولكن حَظِيَت دُونَهُنَّ جميعاً بِنِعمَةِ أمومَتِها لابنِهِ سيِّدِنا إبراهيمَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، إلى جَانِبِ حَظوَتِها بِشَرَفِ الصُّحبَةِ لسيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وبَعدَ انتِقالِ سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إلى الرَّفيقِ الأعلى أُعتِقَت رَضِيَ اللهُ عنها بِبَرَكَةِ سيِّدِنا إبراهيمَ عليه السَّلامُ، لأنَّ أمَّ الوَلَدِ تُعتَقُ بَعدَ وَفاةِ سيِّدِها، كما جاءَ في الحديثِ الشَّريفِ الذي رواه الإمام أحمد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَيُّمَا أَمَةٍ وَلَدَتْ مِنْ سَيِّدِهَا فَهِيَ مُعْتَقَةٌ عَنْ دُبُرٍ مِنْهُ».

وجاءَ في موطَّأ الإمام مالك أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: أَيُّمَا وَلِيدَةٍ وَلَدَتْ مِنْ سَيِّدِهَا فَإِنَّهُ لَا يَبِيعُهَا، وَلَا يَهَبُهَا، وَلَا يُوَرِّثُهَا، وَهُوَ يَسْتَمْتِعُ بِهَا، فَإِذَا مَاتَ فَهِيَ حُرَّةٌ.

رَضِيَ اللهُ عنها وأَرضَاها، وعَطَّفَ قَلبَها الشَّريفَ علينا. آمين هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
37947 مشاهدة