523ـ خطبة الجمعة: أذهبوا مرارة الألم بحلاوة الصبر
مقدمة الخطبة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
يَا عِبَادَ اللهِ: نَحْنُ أُمَّةٌ نَنْطَلِقُ بِفَضْلِ اللهِ تعالى عَلَيْنَا في تَوَجُّهَاتِنَا وَتَوَقُّعَاتِنَا مِنْ أَحْكَامِ شَرِيعَتِنَا، وَصَمِيْمِ عَقِيدَتِنَا، وَمَبَادِئِ دِينِنَا؛ وَمِنْ فَضْلِ الله تعالى عَلَيْنَا أَنْ شَرَحَ صُدُورَنَا للإِيمَانِ، والذي مِنْ أَرْكَانِهِ العَظِيمَةِ الإِيمَانُ بِقَضَاءِ اللهِ تعالى وَقَدَرِهِ، قَالَ تعالى في تَرْسِيخِ هَذِهِ العَقِيدَةِ: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾. وَقَالَ تعالى: ﴿وَكَانَ أَمْرُ اللهِ قَدَرَاً مَقْدُورَاً﴾.
يَا عِبَادَ اللهِ: لِنَكُنْ على يَقِينٍ بِأَنَّهُ مَا مِنْ حَدَثٍ يَحْدُثُ، وَلَا مُصِيبَةٍ تَحْصُلُ في أَرْضِ اللهِ تعالى، وَلَا في عَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ تعالى، إِلَّا بِقَضَاءٍ وَقَدَرٍ مِنَ اللهِ تعالى، قَالَ تعالى: ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾.
يَقِينُنَا بذَلِكَ يُهَوِّنُ عَلَيْنَا مَصَائِبَ الدُّنْيَا، وَيجْعَلُنَا نَشُقُّ الطَّرِيقَ في حَيَاتِنَا بِعَقِيدَةٍ رَاسِخَةٍ قَوِيَّةٍ، وَعَزِيمَةٍ صَادِقَةٍ، وَوَاللهِ لَيْسَ هُنَاكَ قُوَّةٌ أَمْضَى عَزِيمَةً، وَأَقْوَى سَكِينَةً، لِقَلْبِ العَبْدِ المُؤْمِنِ، مِنَ الإِيمَانِ بِقَضَاءِ اللهِ تعالى وَقَدَرِهِ؛ بِهَذَا الإِيمَانِ يَمْضِي فِيمَا عَزَمَ عَلَيْهِ مِنَ الخَيْرِ دُونَ تَوَقُّفٍ أَو تَرَدُّدٍ أَو وَجَلٍ، لِأَنَّ يَقِينَهُ بِأَنَّ كُلَّ ذَرَّةٍ في السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قَدْ قَدَّرَ اللهُ تعالى مَبْدَأَهَا وَمَعَادَهَا وَأَجَلَهَا.
يَا عِبَادَ اللهِ: المُؤْمِنُ الحَقُّ يَعْلَمُ عِلْمَ اليَقِينِ بِأَنَّهُ لَنْ يَأْتِيَهُ إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ أَو عَلَيْهِ، فَلَا يَعْتَرِضُ على قَدَرِ اللهِ تعالى، بَعْدَ الأَخْذِ بِالأَسْبَابِ، وَتَصْحِيحِ الأَخْطَاءِ؛ وَأَمَّا غَيْرُ المُؤْمِنِ فَهُوَ إِنْسَانٌ مُنْهَزِمٌ مُنْهَارُ المَعْنَوِيَّاتِ، يَعْرَِفُ الأَسْبَابَ وَلَا يَعْرِفُ مُسَبِّبَهَا، يَعْرِفُ الخَلْقَ وَيَنْسَى الخَالِقَ القَوِيَّ القَادِرَ، يَفْرَحُ وَيُسَرُّ بِالعَطَاءِ، وَيَحْزَنُ وَيَخْتَنِقُ بِالمَنْعِ، لأَنَّهُ لَا يَعْلَمُ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئَاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئَاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾.
أَذْهِبُوا مَرَارَةَ الأَلَمِ بِحَلَاوَةِ الصَّبْرِ:
يَا عِبَادَ اللهِ: مِنْ هَذِهِ المُقَدِّمَةِ أَتَوَجَّهُ إلى الإِخْوَةِ الكِرَامِ أَصْحَابِ الابْتِلَاءَاتِ الذينَ فَقَدُوا بُيُوتَهُمْ، والذينَ فَقَدُوا أَثَاثَاتِ بُيُوتِهِمْ، وَفَقَدُوا مَحَلَّاتِهِمْ، وَفَقَدُوا بَضَائِعَهُمْ وَمَصَانِعَهُمْ وَأَسْبَابَ أَرْزَاقِهِمْ، وَلَمْ يَفْقِدُوا إِيمَانَهُمْ بِاللهِ تَبَارَكَ وتعالى وَبِاليَوْمِ الآخِرِ، وَلَمْ يَفْقِدُوا إِيمَانَهُمْ بِالقَضَاءِ وَالقَدَرِ، أَقُولُ لِهَؤُلَاءِ المُؤْمِنِينَ الذينَ اخْتَبَرَهُمُ اللهُ تعالى وَابْتَلَاهُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ: أَذْهِبُوا مَرَارَةَ الأَلَمِ بِحَلَاوَةِ الصَّبْرِ، وَأَبْشِرُوا بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ المُهْتَدُونَ﴾. وَبِقَوْلِهِ تعالى: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾.
وَبِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا سَبَقَتْ لِلْعَبْدِ مِنَ اللهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ، ابْتَلَاهُ اللهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ، ثُمَّ صَبَّرَهُ حَتَّى يُبْلِغَهُ المَنْزِلَةَ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ مِنْهُ» رواه الإمام أحمد عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، وَكَانَ لِجَدِّهِ صُحْبَةٌ.
أَذْهِبُوا مَرَارَةَ الأَلَمِ بِحَلَاوَةِ الصَّبْرِ، بِحَلَاوَةِ الإيمَانِ بِالقَضَاءِ وَالقَدَرِ، بِحَلَاوَةِ قَوْلِهِ تعالى في الحَدِيثِ القُدْسِيِّ: «وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ» رواه الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
أَذْهِبُوا مَرَارَةَ الأَلَمِ بِحَلَاوَةِ قَوْلِهِ تعالى: ﴿إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لَا يَرْجُونَ﴾. وَبِقَوْلِهِ تعالى: ﴿إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾.
هَلْ تَرَوْنَ الذينَ ظَلَمُوكُمْ مُسْتَرِيحِينَ؟ هَلْ تَرَوْنَ أَنَّ اللهَ تعالى مَا ابْتَلَاهُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ؟ لَا وَرَبِّ العَبَادِ، بَلِ الآلَامُ عِنْدَهُمْ مُضَاعَفَةٌ، كَمَا قَالَ تعالى: ﴿إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لَا يَرْجُونَ﴾.
فَأَذْهِبُوا مَرَارَةَ آلَامِكُمْ بِحَلَاوَةِ الصَّبْرِ، وَحَلَاوَةِ الإِيمَانِ بِاللهِ تعالى وَاليَوْمِ الآخِرِ، وَحَلَاوَةِ الإيمَانِ بِالقَضَاءِ وَالقَدَرِ، حَتَّى تَصِلُوا إلى دَرَجَةِ الرِّضَا الذي لَا تَجِدُونَ مَعَهُ أَلَمَاً أَصْلَاً وَهُوَ مَوْجُودٌ، وَلَكِنْ قَدْ غُطِّيَ بِالإِيمَانِ بِالقَضَاءِ وَالقَدَرِ، وَغُطِّيَ بِنُورِ الرَّجَاءِ الذي يُبَدِّدُ ظُلُمَاتِ اليَأْسِ، وَيَذْهَبُ بِمَرَارَةِ الأَلَمِ، وَذَلِكَ مِنْ خِلَالِ قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لَا يَرْجُونَ﴾.
خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةَ ـ:
يَا عِبَادَ اللهِ: يَا مَنِ اشْتَدَّ عَلَيْكُمُ البَلَاءُ وَالكَرْبُ، يَا مَنْ ضَاقَتْ صُدُورُكُمْ بِسَبَبِ الابْتِلَاءَاتِ بِـشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ، وَبِسَبَبِ الظُّلْمِ الذي وَقَعَ عَلَيْكُمْ، عِنْدَكُمْ وَاللهِ دَوَاءٌ يَذْهَبُ بِآلَامِكُمْ وَهُمُومِكُمْ وَأَحْزَانِكُمْ، أَلَا وَهُوَ الإِيمَانُ بِاللهِ تعالى وَبِاليَوْمِ الآخِرِ، وَالإِيمَانُ بِالقَضَاءِ وَالقَدَرِ، وَعِلْمُكُمُ اليَقِينِيُّ بِأَنَّ الدُّنْيَا بِأَسْرِهَا إلى زَوَالٍ وَإلى نِهَايَةٍ.
وَأَمَّا غَيْرُكُمْ مِمَّنْ ظَلَمَ، وَطَغَى، وَتَجَبَّرَ، وَعَانَدَ، وَاسْتَحَلَّ الظُّلْمَ، وَالعُدْوَانَ، وَأَكَلَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالبَاطِلِ، بِدُونِ مُبَالَاةِ، فَهُوَ مُنْدَرِجٌ تَحْتَ قَوْلِهِ تعالى: ﴿إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لَا يَرْجُونَ﴾. وَقَوْلِهِ تعالى: ﴿سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ﴾.
هَنِيئَاً لَكُمُ الأَمْنُ وَالأَمَانُ في يَوْمٍ لَا يَنْفَعُ فِيهِ مَالٌ وَلَا بَنُونَ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ، قَالَ تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾.
اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنَ الشَّاكِرِينَ عِنْدَ الرَّخَاءِ، وَمِنَ الصَّابِرِينَ عِنْدَ البَلَاءِ، وَمِنَ الرَّاضِينَ بِمُرِّ القَضَاءِ. آمين.
أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
** ** **
تاريخ الخطبة:
الجمعة: 17/ ربيع الأول /1438هـ، الموافق: 16/كانون الأول / 2016م
اضافة تعليق |
ارسل إلى صديق |
أَتَوَجَّهُ إلى السَّادَةِ حُجَّاجِ بَيْتِ اللهِ الحَرَامِ، لِأَقُولَ لَهُمْ: هَنيئًا لَكُمْ يَا مَنْ لَبَّيْتُمْ أَمْرَ اللهِ تعالى القَائِلِ: ﴿وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ ... المزيد
إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ المَصَائِبِ مُصِيبَةَ الدِّينِ، لِأَنَّهُ مَهْمَا عَظُمَتْ مَصَائِبُ الدُّنْيَا فَسَوْفَ تَنْقَضِي، وَرُبَّمَا يُجْبَرُ صَاحِبُهَا وَيُعَوِّضُ مَا فَاتَهُ، أَمَّا مُصِيبَةُ الدِّينِ فَإِنَّهَا تَذْهَبُ بِسَعَادَةِ العَبْدِ ... المزيد
هَا نَحْنُ في عِيدِ الفَطْرِ الذي جَاءَنَا بَعْدَ صِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرِ القُرْآنِ شَهْرِ الصِّيَامِ وَالقُرْآنِ، لَقَدْ كَانَ شَهْرُ رَمَضَانَ مُذَكِّرًا لَنَا بِالنِّعْمَةِ العُظْمَى التي أَنْقَذَتِ البَشَرِيَّةَ مِنَ الضَّلَالِ ... المزيد
هَا هُوَ الضَّيْفُ الكَرِيمُ يُلَوِّحُ بِالرَّحِيلِ، تَمْضِي أَيَّامُهُ مُسْرِعَةً كَأَنَّهَا حُلُمٌ جَمِيلٌ، مَا أَحْلَى أَيَّامَكَ يَا أَيُّهَا الضَّيْفُ الكَرِيمُ، وَمَا أَمْتَعَ صِيَامَكَ، لَقَدْ ذُقْنَا فِيكَ لَذَّةَ الإِيمَانِ، وَحَلَاوَةَ ... المزيد
شَهْرُ رَمَضَانَ المُبَارَكُ هُوَ شَهْرُ القُرْآنِ، وَالقُرْآنُ العَظِيمُ هُوَ وَاللهِ بِمَثَابَةِ الرُّوحِ للجَسَدِ، وَالنُّورِ للهِدَايَةِ، فَمَنْ لَمْ يَقْرَأِ القُرْآنَ وَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ، فَهُوَ مَيِّتُ الأَحْيَاءِ. وَإِنَّهُ لَمِنَ ... المزيد
لَقَدْ فَرَضَ اللهُ تعالى عَلَيْنَا صِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى نَصِلَ إلى مَقَامِ التَّقْوَى، وَالتَّقْوَى هِيَ الْتِزَامُ أَوَامِرِ اللهِ تَعَالَى وَاجْتِنَابُ نَوَاهِيهِ، هِيَ فِعْلُ الْمَأْمُورَاتِ وَتَرْكُ الْمَنْهِيَّاتِ، التَّقْوَى ... المزيد