الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فزكاة الفطر واجبة على كل مسلم، لقول ابن عمر رضي الله عنه: (فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاةِ) رواه البخاري ومسلم.
ووقت وجوبها عند الحنفية يبدأ من فجر يوم العيد ويمتد إلى ما شاء الله تعالى، فهو وقت موسّع عندهم، ففي أي وقت أداها كان مؤدياً عندهم لا قاضياً، غير أن المستحب إخراجها قبل الذهاب إلى صلاة العيد، لقوله صلى الله عليه وسلم: (أَغْنُوهُمْ عَنْ طَوَافِ هَذَا الْيَوْمِ) رواه البيهقي والدارقطني.
أما وقتها عند جمهور الفقهاء فيبدأ من غروب شمس آخر يوم من رمضان إلى غروب شمس يوم العيد، فهو وقت مضيّق عندهم كالأضحية، فمن أداها بعد يوم العيد بدون عذر كان آثماً، وعليه بالتوبة والاستغفار.
وبناء على ذلك:
فطالما أنك نسيت أن تؤدي زكاة الفطر فلا حرج عليك إن شاء الله تعالى، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (رُفِعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأُ وَالنِّسْيَانُ وَمَا اُسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ) رواه ابن ماجه.
فأدِّها الآن مباشرة ولا حرج عليك إن شاء الله تعالى عند جمهور الفقهاء لنسيانك، ولأن الوقت موسّع عند الحنفية، وعليك بالاستغفار وأسأل الله تعالى القبول. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
