الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أن تبول الرجل قائماً يكره إذا كان لغير عذر، وذلك لما رواه الإمام أحمد في مسنده عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (من حدثكم أن رسول الله بال قائماً فلا تصدقوه) أخرجه النسائي.
ولقول سيدنا جابر رضي الله عنه: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبول الرجل قائماً) رواه البيهقي.
أما إذا كان التبول قائماً لعذر فليس بمكروه اتفاقاً، عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: (رَأَيْتُنِي أَنَا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَتَمَاشَى فَأَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ خَلْفَ حَائِطٍ فَقَامَ كَمَا يَقُومُ أَحَدُكُمْ فَبَالَ فَانْتَبَذْتُ مِنْهُ فَأَشَارَ إِلَيَّ فَجِئْتُهُ فَقُمْتُ عِنْدَ عَقِبِهِ حَتَّى فَرَغَ) رواه البخاري.
وسبب تبوله قائماً ما قيل أن العرب كانت تستشفي به لوجع الصلب، فلعله كان به، ويقول الإمام النووي رحمه الله تعالى: ويجوز أن يكون فعله لبيان الجواز.
وبناء على ذلك:
فالتبول قائماً مكروه بالاتفاق إذا كان بغير عذر، وإلا فليس بمكروه ما دامت عورته مستورة عن الآخرين. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
