لماذا لا يجوز للمسلمة أن تتزوج من كافر؟

4040 - لماذا لا يجوز للمسلمة أن تتزوج من كافر؟

25-06-2011 44242 مشاهدة
 السؤال :
إذا أرادت امرأة مسلمة أن تتزوج كافراً باختيارها، لماذا يحرم عليها هذا الزواج؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4040
 2011-06-25

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: يقول الله تبارك وتعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى الله وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِينًا}.

ثانياً: اجتمعت كلمة أهل العلم على حرمة زواج المرأة المسلمة من كافر، وذلك لقوله تعالى: {وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون}.

والمشرك اسم عام لمن أشرك مع الله تعالى غيره، فهي تعمُّ عبَدَةَ الأصنام وغيرَهم من أهل الكتاب، ويقول سيدنا عمر رضي الله عنه: (لا أعلم شركاً أعظم من أن تقول: عيسى ربها).

ويقول الله تعالى: { فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلاَ تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لاَ هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلاَ هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ}. والكفر يشمل الوثنيين وغيرَهم، وأَكَّدَ الله تعالى ذلك بقوله: {لاَ هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلاَ هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ}.

ثالثاً: القوامة في الأسرة للزوج، قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء}. ولا يجوز لرجلٍ كافر أن يكون قيِّماً على مسلمة، يقول تبارك وتعالى: {وَلَن يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً}.

وبناء على ذلك:

فيحرم زواج المرأة المسلمة من رجل كافر، سواء كان كتابياً أو غير كتابي، وذلك صيانةً لدين المرأة، وحتى لا تكون ولاية للكافر على المؤمنة، فلو تزوَّجت المرأة المسلمة من كافر كانت له الولاية عليها بحكم الزوجية، وقد يؤذيها في دينها، بسبِّ نبيها أو ربها، وهذا كفرٌ صريحٌ ومحاربة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

وقد يكون الزوج سبباً في فتنة المرأة في دينها بردَّتها والعياذ بالله تعالى، لأن الكافر يدعو لكفره، قال تعالى: {أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ}. وقد جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي رقم 23 (11/3) حول هذا الموضوع ما نصه:

(زواج المسلمة بغير المسلم ممنوع شرعاً بالكتاب والسنة والإجماع، وإذا وقع فهو باطل، ولا تترتَّب عليه الآثار الشرعية المترتِّبة على النكاح، والأولاد المولودون على هذا الزواج أولاد غير شرعيين، ورجاءُ إسلام الأزواج لا يغيِّر من هذا الحكم شيئاً). هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
44242 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  الأنكحة المحرمة

 السؤال :
 2020-01-20
 4305
حَصَلَ خِلَافٌ بَيْنِي وَبَيْنَ زَوْجَتِي، وَغَادَرْتُ البَيْتَ، وَلَمْ يَحْصُلْ طَلَاقٌ بَيْنَنَا، وَبَقِيَتْ عِنْدَ أَهْلِهَا سَنَةً كَامِلَةً، بَعْدَهَا تَزَوَّجْتُ مِنْ خَالَتِهَا، وَأَنْجَبْتُ مِنْهَا وَلَدَاً، فَهَلْ زَوَاجِي صَحِيحٌ مِنْهَا أَمْ لَا؟
رقم الفتوى : 10137
 السؤال :
 2019-01-05
 18596
رجل متزوج من أربع نسوة، هجر الأولى بدون طلاق، وتزوج من خامسة، فهل زواجه صحيح، وتكون المهجورة بحكم المطلقة؟
رقم الفتوى : 9358
 السؤال :
 2018-10-23
 2307
والدي تم عقد زواجه على امرأة، وقبل الدخول بها مات والدي رَحِمَهُ اللهُ تعالى، فهل يحق لي أن أتزوج من هذه المرأة؟
رقم الفتوى : 9241
 السؤال :
 2017-10-10
 2504
سمعت من بعض الناس أنه يتحدى المسلمين بأن يأتوه بآية تحرم نكاح المسلمة من النصراني، فهل من دليل على تحريم هذا النكاح؟
رقم الفتوى : 8345
 السؤال :
 2016-07-11
 16461
لماذا أجاز الإسلام للرجل أن يتزوج أكثر من زوجة، ولم يجز للمرأة أن يكون لها أكثر من زوج؟ وهل هناك دليل على تحريم تعدد الأزواج للمرأة في وقت واحد؟
رقم الفتوى : 7395
 السؤال :
 2016-03-20
 5114
هل صحيح بأن الرجل إذا أتى امرأته في دبرها يبطل عقد نكاحه، ويجب عليه أن يجدد العقد عليها؟
رقم الفتوى : 7228

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3159
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 412659194
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :