يريد فسخ خطبته بسبب رؤيا منامية

4106 - يريد فسخ خطبته بسبب رؤيا منامية

30-07-2011 23635 مشاهدة
 السؤال :
تقدمت من خطبة فتاة، وهي صاحبة دين وخلق، وقمت بصلاة الاستخارة، فرأيت مناماً أزعجني كثيراً، فهل هذا دليل على أن زواجي من هذه الفتاة ليس خيراً في حقي؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4106
 2011-07-30

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: لقد أمرنا الله عز وجل بالاستشارة، فقال: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ}. ووصف المؤمنين بقوله تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}. وسنَّ لنا النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم الاستخارة، ولم يقيد ذلك برؤيا منامية، بل الأمر مردود إلى انشراح الصدر وتيسير الأمور، أو انقباض القلب وتعسير الأمور.

ثانياً: بيَّن لنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم صفات المرأة الصالحة التي يرغب بها الرجل المسلم بقوله: (تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ) رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه. وبقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (ألا أخبرك بخير ما يكنزه المرء! المرأة الصالحة، إذا نظر إليها سرَّته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته) رواه الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما.

ثالثاً: الرؤيا المنامية، إما أن تكون من الله تعالى، وإما أن تكون من الشيطان، أو من حديث النفس، كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (الرُّؤْيَا ثَلاثَةٌ: فَبُشْرَى مِنْ اللهِ، وَحَدِيثُ النَّفْسِ، وَتَخْوِيفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا تُعْجِبُهُ فَلْيَقُصَّهَا إِنْ شَاءَ، وَإِذَا رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلا يَقُصَّهُ عَلَى أَحَدٍ، وَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ).

فالشيطان له نصيب مما يراه النائم، والنفس لها نصيب مما يراه النائم، والرؤيا الصالحة التي تكون بشرى من الله تعالى.

وإن التمييز بين حظِّ الشيطان من الرؤيا وحظِّ النفس أمره صعب إلا على أصحاب القلوب النيِّرة العامرة بمحبة الله تعالى، ومحبة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

وبناء على ذلك:

فإذا كانت الفتاة صالحةً صاحبةَ دين وخلق، والأمور ميسَّرة، وقلبك منشرح، فتابع خطبتك، وأسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك لك في هذا الزواج.

أما بالنسبة لما رأيت من منام مزعج فإنه من الشيطان ولا يضرُّك بإذن الله تعالى، وكان عليك بعد أن استيقظت أن تصلي على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وتتفلَ عن يسارك، ولا تحدِّث به أحداً، كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه البخاري عن أبي سلمة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: (الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ مِنْ اللهِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يُحِبُّ فَلا يُحَدِّثْ بِهِ إِلا مَنْ يُحِبُّ، وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْ شَرِّهَا وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ، وَلْيَتْفِلْ ثَلاثًا، وَلا يُحَدِّثْ بِهَا أَحَدًا، فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ). هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
23635 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  أحكام الخطبة

 السؤال :
 2019-08-08
 2444
تَقَدَّمَ وَلَدِي مِنْ خِطْبَةِ فَتَاةٍ صَاحِبَةِ دِينٍ وَخُلُقٍ، وَتَمَّ الاتِّفَاقُ عَلَى المُقَدَّمِ وَالمُؤَخَّرِ وَالذَّهَبِ وَاللِّبَاسِ، وَقَامَ وَلَدِي بِدَفْعِ قِيمَةِ الذَّهَبِ وَاللِّبَاسِ، وَقَبْلَ إِجْرَاءِ العَقْدِ مَاتَ وَلَدِي، فَهَلْ مَا قَدَّمَ للمَخْطُوبَةِ حَقٌّ لَهَا، أَمْ لَنَا؟
رقم الفتوى : 9875
 السؤال :
 2018-10-06
 8692
تقدمت من خطبة فتاة، وبعد الخطبة والموافقة عليها، رأيت في منامي رؤيا مزعجة، ففسخت الخطبة، فهل تصرفي صحيح أم لا؟
رقم الفتوى : 9194
 السؤال :
 2017-05-14
 2504
تقدم شاب لخطبة فتاة، وبعد فترة رغبت الفتاة عنه، وفسخت الخطبة، فهل يسترد الخاطب الهدايا؟
رقم الفتوى : 8052
 السؤال :
 2017-01-04
 264
هل من حرج في رد الخاطب صاحب الدين والخلق إذا كان دميم المنظر، وخاصة بعد عقد الزواج، وقبل الدخول؟
رقم الفتوى : 7789
 السؤال :
 2013-11-02
 598
امرأة فيها عاهة خفية، تقدم من خطبتها رجل، فهل يجب على أهلها أن يبينوا له هذه العاهة أم لا؟
رقم الفتوى : 5979
 السؤال :
 2012-04-09
 30705
لقد جرت العادة عندنا أن تَتِمَّ الخطوبةُ، ويُعلَنَ عنها، ويُقامَ حفلُ الزفافِ، وتجتمعَ أهل القرية في الحفل، ويتمَّ الدخولُ بالمرأة، وبعد أيامٍ يَتِمُّ عقدُ الزواج بينهما، فما حكم هذا العقد؟
رقم الفتوى : 5043

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 413586395
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :