الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فالتشهد في القعود الأخير في الصلاة واجبٌ عند الحنفية، فإذا تركه المصلي عمداً وجب عليه إعادتها، وإن تركه سهواً فإنَّه يجبر بسجود السهو.
وجاء في حاشية ابن عابدين رحمه الله تعالى: (وَيَقْصِدُ بِأَلْفَاظِ التَّشَهُّدِ مَعَانِيَهَا مُرَادَةً لَهُ عَلَى وَجْهٍ الإِنْشَاءَ كَأَنَّهُ يُحَيِّي الله تَعَالَى وَيُسَلِّمُ عَلَى نَبِيِّهِ وَعَلَى نَفْسِهِ وَأَوْلِيَائِهِ لا الإِخْبَارَ وَالْحِكَايَةَ عَمَّا وَقَعَ فِي الْمِعْرَاجِ مِنْهُ صلى الله عليه وسلم وَمِنْ رَبِّهِ سُبْحَانَهُ وَمِنْ الْمَلائِكَةِ عليهم السلام .). اهـ .
وجاء في بحر الرائق كنز الدقائق: (وَإِنَّمَا ذَكَرْنَا بَعْضَ مَعَانِي التَّشَهُّدِ لِمَا أَنَّ الْمُصَلِّيَ يَقْصِدُ بِهَذِهِ الْأَلْفَاظِ مَعَانِيَهَا مُرَادَةً لَهُ عَلَى وَجْهِ الْإِنْشَاءِ مِنْهُ كَمَا صَرَّحَ بِهِ فِي الْمُجْتَبَى بِقَوْلِهِ : وَلَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَقْصِدَ بِأَلْفَاظِ التَّشَهُّدِ مَعْنَاهَا الَّتِي وُضِعَتْ لَهَا مِنْ عِنْدِهِ كَأَنَّهُ يُحَيِّ اللهَ وَيُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى نَفْسِهِ وَأَوْلِيَائِهِ). اهـ .
وبناء على ذلك:
فالمصلي يقرأ التشهد في الصلاة على وجه الإنشاء، لا على وجه الإخبار. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
