دفع الله ما هو أعظم

5247 - دفع الله ما هو أعظم

09-06-2012 61023 مشاهدة
 السؤال :
هل يجوز أن يقول الإنسان عند نزول المصيبة: دفع الله ما هو أعظم؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5247
 2012-06-09

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:   

أولاً: روى الترمذي عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ فُتِحَ لَهُ مِنْكُمْ بَابُ الدُّعَاءِ، فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ، وَمَا سُئِلَ اللهُ شَيْئًا ـ يَعْنِي أَحَبَّ إِلَيْهِ ـ مِنْ أَنْ يُسْأَلَ الْعَافِيَةَ». وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، فَعَلَيْكُمْ عِبَادَ اللهِ بِالدُّعَاءِ».

وفي روايةٍ أُخرى للترمذي عَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قالَ: «لا يَرُدُّ القَضَاءَ إِلا الدُّعَاءُ، وَلا يَزِيدُ فِي العُمْرِ إِلا البِرُّ».

ثانياً: روى الإمامُ مُسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ، فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيكُم».

هَذَا الحَدِيثُ دَوَاءُ الدَّاءِ، لأَنَّ الشَّخْص إِذَا نَظَرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَهُ لَمْ يَأْمَنْ أَنْ يُؤَثِّرَ ذَلِكَ فِيهِ حَسَداً، وَدَوَاؤُهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْهُ لِيَكُونَ ذَلِكَ دَاعِياً إِلَى الشُّكْر.

وبناء على ذلك:

فإذا كانَ قصدُ الإنسانِ من قولِهِ: دَفَعَ اللهُ ما هُوَ أعظمُ؛ الدُّعاءَ، فلا حَرَجَ في ذلك أبداً إن شاءَ اللهُ، أما إذا كانَ قَصدُهُ بأنَّ اللهَ تعالى أَنزَلَ هذهِ المصيبَةَ، ولم يُنزِل بلاءً آخرَ أعظمَ منهُ كان سَيَنزِلُ به، فهذا لا يجوزُ، لأنَّ اللهَ تعالى يقول: ﴿وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الغَيْبِ﴾.

وعلى كلِّ حالٍ، الأَولى بالنسبة للعبدِ أن يَسألَ اللهَ تعالى أن يَدفَعَ عنه البلاءَ والمصائبَ والشُّرورَ والمِحَنَ كلَّها، لأنَّ العافيةَ أوسعُ لهُ، كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه الطبراني في السنة عن عبد اللهِ بن جعفر رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قال: «غَيرَ أَنَّ عَافِيَتَكَ أَوسُعُ لِي».

ولا يدري العبدُ هل يكونُ عندهُ صبرٌ أم لا؟ ولا يدري هل تكونُ المصيبةُ خيراً له؟ هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
61023 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  الدعاء وآدابه

 السؤال :
 2022-12-25
 780
هَلْ يَجُوزُ الدُّعَاءُ عَلَى مَنْ ظَلَمَ المُسْلِمِينَ؟
رقم الفتوى : 12331
 السؤال :
 2022-06-07
 608
مَا الأَدْعِيَةُ التي تَقِي الإِنْسَانَ مِنَ العَيْنِ؟
رقم الفتوى : 11986
 السؤال :
 2022-02-11
 949
هَلْ هُنَاكَ دُعَاءٌ خَاصٌّ لِشَخْصٍ نُحِبُّهُ، مِنْ أَجْلِ هِدَايَتِهِ إلى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ؟
رقم الفتوى : 11783
 السؤال :
 2022-01-20
 502
هَلْ تُوجَدُ أَدْعِيَةٌ خَاصَّةٌ للوِقَايَةِ مِنَ الفِتَنِ؟
رقم الفتوى : 11726
 السؤال :
 2021-07-05
 1415
أَلَا يُوجَدُ دُعَاءٌ لِطَرْدِ الوَسْوَاسِ وَالخَوَاطِرِ الرَّدِيئَةِ التي تَعْتَرِي الإِنْسَانَ؟
رقم الفتوى : 11346
 السؤال :
 2021-03-22
 15791
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ نَقُولَ: اللَّهُمَّ أَعْتِقْ رِقَابَنَا مِنَ النَّارِ؟ لِأَنَّهُ يُعْتَقُ مِنْهَا مَنْ دَخَلَهَا، فَهَلْ مَنْ يَدْعُوا مِنْ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى يَطْلُبَ العِتْقَ مِنْهَا؟
رقم الفتوى : 11071

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 412732386
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :