الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فالغَنائِمُ التي أحلَّها اللهُ تعالى لِسيِّدِنَا رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ولم تحلَّ لأحدٍ من قَبلِهِ، كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه الإمام البخاري عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنهُما أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قال: «وَأُحِلَّتْ لِي الْغَنَائِمُ». هي: ما أُخِذَت عُنوَةً منَ العَدوِّ على سبيلِ القَهرِ والغَلَبَةِ.
وكانت الغَنيمَةُ في أوَّلِ الإِسلامِ خاصَّةً لسَيِّدِنَا رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَصنَعُ بها ما يَشاءُ، ثُمَّ نُسِخَ ذلِكَ بقولِهِ تعالى: ﴿وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ﴾. فَجَعَلَ خُمسَهَا مَقسُومَاً على هذهِ الأسهُمِ الخمسةِ، وجَعَلَ أربَعَةَ أخمَاسِهَا للغَانِمينَ، لأنَّ اللهَ تعالى أضافَ الغَنيمَةَ إلى الغَانِمِينَ في قولِهِ: ﴿غَنِمْتُم﴾. وجَعَلَ الخُمسَ لِغَيرِهم.
وبناءً على ذلكَ:
فالغَنائِمُ التي أحلَّهَا اللهُ تعالى لسيِّدِنَا رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هيَ ما أُخِذت من الكَافِرِينَ أثناءَ الحربِ وكانَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هوَ الذي يَتَولَّى قِسمَتَهَا لكونِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إماماً. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |
