الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: روى الإمام مسلم عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَكَلَ طَعَاماً لَعَقَ أَصَابِعَهُ الثَّلَاثَ.
قَالَ: وَقَالَ: «إِذَا سَقَطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيُمِطْ عَنْهَا الْأَذَى وَلْيَأْكُلْهَا، وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ».
وَأَمَرَنَا أَنْ نَسْلُتَ الْقَصْعَةَ، قَالَ: «فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ فِي أَيِّ طَعَامِكُمْ الْبَرَكَةُ».
ثانياً: روى الإمام أحمد والترمذي عن أُمِّ عَاصِمٍ وَكَانَتْ أُمَّ وَلَدٍ لِسِنَانِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا نُبَيْشَةُ الْخَيْرِ وَنَحْنُ نَأْكُلُ فِي قَصْعَةٍ، فَحَدَّثَنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَكَلَ فِي قَصْعَةٍ ثُمَّ لَحِسَهَا اسْتَغْفَرَتْ لَهُ الْقَصْعَةُ».
وفي رِوَايَةِ الدَّيلَمِيِّ: «اسْتَغْفَرَتْ لَهُ الْقَصْعَةُ، فَتَقُولُ: اللَّهُمَّ أَجِرْهُ مِنَ النَّارِ كَمَا أَجَارَنِي مِن لَعْقِ الشَّيطَانِ».
وبناء على ذلك:
فَمَا وَرَدَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ: الإِنَاءُ يَستَغفِرُ لِلَاعِقِهِ؛ ولكنَّ مَعنَاهُ صَحِيحٌ، وقد جَاءَ التَّرغِيبُ في لَعْقِ الإِنَاءِ في الأَحَادِيثِ الشَّرِيفَةِ التي ذَكَرنَاهَا، والإِنَاءُ يَستَغفِرُ لِلَاعِقِهِ، كما جاءَ في الحَديثِ الشَّريفِ: «اسْتَغْفَرَتْ لَهُ الْقَصْعَةُ». هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |