وجد في بيته مالاً ليس له

7775 - وجد في بيته مالاً ليس له

31-12-2016 1751 مشاهدة
 السؤال :
إذا دخل إنسان ـ في هذه الآونة التي اختلط فيها الحابل والنابل، وسرقت الأموال ـ بيته أو محله أو مصنعه، فوجد بعض البضائع والأثاث التي ليست ملكاً له، فهل يحق له أخذها، لأن بضائعه وأثاث بيته سرقت كلها ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7775
 2016-12-31

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: المُؤْمِنُ لَا يَعْصِي اللهَ تعالى فِيمَن عَصَى اللهَ تعالى فِيهِ، فَكَيْفَ يَعْصِيهِ في حَقِّ غَيْرِ مَنْ ظَلَمَهُ؟

ثانياً: المَالُ الذي يَجِدُهُ الإِنْسَانُ في بَيْتِهِ أَو مَحَلِّهِ أَو مَصْنَعِهِ وَهُوَ لَيْسَ لَهُ، وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يَبْحَثَ عَنْ صَاحِبِهِ إِنْ أَمْكَنَهُ ذَلِكَ، أَو أَنْ يُعَرِّفَ عَلَيْهِ، فَإِنْ وَجَدَ صَاحِبَهُ سَلَّمَهُ إِيَّاهُ، وَإِنْ عَجَزَ عَنْ ذَلِكَ فَعَلَيْهِ أَنْ يَصْرِفَ هَذَا المَالَ ـ مِنْ بَضَائِعَ وَأَثَاثٍ وَمَا شَاكَلَ ذَلِكَ ـ في مَصَارِفِ الزَّكَاةِ، لِأَنَّ المَالَ الذي لَا يُعْرَفُ صَاحِبُهُ مَصْرِفُهُ مَصْرِفُ الفُقَرَاءِ؛ مَعَ ضَمَانِهِ إِذَا وُجِدَ صَاحِبُهُ.

ثالثاً: أَمَّا بِالنِّسْبَةِ إِذَا سُرِقَتْ بَضَائِعُكَ، وَأَثَاثُ بَيْتِكَ، فَهَذِهِ مُصِيبَةٌ وَقَعَتْ عَلَيْكَ، وَتَذَكَّرْ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ﴾. وَعَلَيْكَ بِالصَّبْرِ وَالاحْتِسَابِ، وَاعْلَمْ بِأَنَّهَا قَدْ حُوِّلَتْ لَكَ للآخِرَةِ، في يَوْمٍ ﴿لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾.

سَوْفَ تَجِدُ أَجْرَ ذَلِكَ حَاضِرَاً بَيْنَ يَدَيْكَ يَوْمَ القِيَامَةِ إِذَا صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ الأَمْرَ عِنْدَ اللهِ تعالى، وَسَوْفَ يَجْمَعُ اللهُ تعالى بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَنْ ظَلَمَكَ، وَسَوْفَ يَسْأَلُهُ اللهُ تعالى: لِمَاذَا سَرَقْتَ؟

فَمَاذَا تَتَوَقَّعُ لِنَفْسِكَ وَلِخَصْمِكَ يَوْمَ القِيَامَةِ؟ أَيُّكُمَا الرَّابِحُ؟ لَا شَكَّ أَنَّ المَظْلُومَ هُوَ الرَّابِحُ بِإِذْنِ اللهِ تعالى.

وبناء على ذلك:

فَهَذِهِ البَضَائِعُ وَالأَثَاثُ إِنْ لَمْ تَسْتَطِعِ الوُصُولَ إلى أَصْحَابِهَا فَاصْرِفْهَا في مَصَارِفِ الفُقَرَاءِ، مَعَ وُجُوبِ الضَّمَانِ إِذَا وُجِدَ أَصْحَابُهَا، وَلَا تَأْخُذْهَا مُقَابِلَ مَا سُرِقَ مِنْكَ، وَاحْتَسِبِ الأَمْرَ عِنْدَ اللهِ تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1751 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل متفرقة في المعاملات

 السؤال :
 2023-02-25
 425
مَا حُكْمُ الذي يَسْتَوْرِدُ بِضَاعَةً ـ عَلَى سَبِيلِ المِثَالِ ـ مِنَ الصِّينِ، وَيَكْتُبُ عَلَيْهَا صِنَاعَةُ دَوْلَةٍ أُخْرَى كَاليَابَانِ، أَو السُّوَيْدِ، أَو أَلَمَانْيَا، أو غَيْرِهَا مِنَ الدُّوَلِ، مَعَ العِلْمِ أَنَّهُ يَقُولُ للمُشْتَرِي: هَذِهِ بِضَاعَةٌ صِينِيَّةٌ؟ وَهَلْ يَجِبُ عَلَى مَنْ عَلِمَ بِذَلِكَ أَنْ يَنْصَحَ المُشْتَرِيَ؟
 السؤال :
 2023-02-02
 363
مَاتَ وَالِدِي رَحِمَهُ اللهُ تعالى، وَعَلَيْهِ دُيُونٌ، وَلَمْ يَتْرُكْ إِلَّا بَيْتًا، وَقِيمَةُ البَيْتِ إِذَا بِيعَ تُسَدِّدُ دُيُونَهُ، فَهَلْ يَجِبُ بَيْعُ البَيْتِ لِسَدَادِ دُيُونِهِ؟
 السؤال :
 2022-10-27
 745
مَا حُكْمُ بَيْعِ الذَّهَبِ القَدِيمِ بِجَدِيدٍ مَعَ دَفْعِ الفَرْقِ؟
 السؤال :
 2022-02-14
 389
أَنَا أَعْمَلُ أَجِيرًا عِنْدَ بَائِعِ الذَّهَبِ، وَلَكِنَّ صَاحِبِ المَحَلِّ يَبِيعُ الذَّهَبَ لِأَجَلٍ، فَهَلْ أَنَا شَرِيكٌ مَعَهُ في الإِثْمِ؟
 السؤال :
 2021-11-26
 381
مَا حُكْمُ الرَّجُلِ الذي يَسْتَدِينُ ثُمَّ يُمَاطِلُ في أَدَاءِ الدَّيْنِ، وَيَغْضَبُ إِنْ طُولِبَ، وَإِذَا جَاءَ لِسَدَادِ الدَّيْنِ أَحْرَجَ الدَّائِنَ في إِسْقَاطِ جُزْءٍ مِنْ حَقِّهِ؟
 السؤال :
 2021-03-25
 203
في كُلِّ جُمُعَةٍ تَقُومُ لَجْنَةُ الجَامِعِ عِنْدَنَا بِجَمْعِ التَّبَرُّعَاتِ للمَسْجِدِ، فَهَلْ يَجُوزُ أَخْذُ رَوَاتِبِ الإِمَامِ وَالخَطِيبِ وَالمُؤَذِّنِ وَالخَادِمِ مِنْ هَذَا المَالِ؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3154
المكتبة الصوتية 4763
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 412052260
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :