«هَلْ فِيكُمْ مِنْ أَحَدٍ لَمْ يُقَارِفِ اللَّيْلَةَ؟»

9838 - «هَلْ فِيكُمْ مِنْ أَحَدٍ لَمْ يُقَارِفِ اللَّيْلَةَ؟»

21-07-2019 1361 مشاهدة
 السؤال :
جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإمام البخاري عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: شَهِدْنَا بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ عَلَى القَبْرِ، فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعَانِ، فَقَالَ: «هَلْ فِيكُمْ مِنْ أَحَدٍ لَمْ يُقَارِفِ اللَّيْلَةَ؟» فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَنَا، قَالَ: «فَانْزِلْ فِي قَبْرِهَا»، فَنَزَلَ فِي قَبْرِهَا فَقَبَرَهَا. مَا هُوَ المَقْصُودُ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ فِيكُمْ مِنْ أَحَدٍ لَمْ يُقَارِفِ اللَّيْلَةَ؟»؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 9838
 2019-07-21

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَهَذَا الحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى في صَحِيحِهِ، وَفِيهِ فَوَائِدُ، مِنْهَا أَنَّهُ لَا يُشْتَرَطُ فِيمَنْ يُنْزِلُ المَرْأَةَ في قَبْرِهَا أَنْ يَكُونَ مَحْرَمَاً لَهَا.

وَمِنْهَا أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ أَنْ يُنْزِلَ المَرْأَةَ في قَبْرِهَا رَجُلٌ لَمْ يَقْتَرِفْ إِثْمَاً اللَّيْلَةَ السَّابِقَةَ.

وَكَذَلِكَ يُسْتَحَبُّ أَنْ يُنْزِلَهَا في قَبْرِهَا رَجُلٌ لَمْ يَكُنْ جَامَعَ أَهْلَهُ في تِلْكَ اللَّيْلَةِ؛ وَالعِلَّةُ في ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ بَعِيدَ العَهْدِ عَنِ المَلَاذِّ وَالشَّهَوَاتِ عِنْدَ دَفْنِ المَيْتِ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَالحَدِيثُ رَوَاهُ الإِمَامُ البُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى في صَحِيحِهِ، وَاخْتَلَفَ شُرَّاحُ الحَدِيْثِ فِي مَعْنى قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ فِيكُمْ مِنْ أَحَدٍ لَمْ يُقَارِفِ اللَّيْلَةَ؟» فَبَعْضُهُم قَالَ: معنى قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَمْ يُقَارِفِ» يَعْنِي إِثْمَاً.

وَبَعْضُهُمْ قَالَ مَعْنَى: «لَمْ يُقَارِفِ» يَعْنِي لَمْ يُجَامِعْ أَهْلَهُ، لِأَنَّهُ بَعِيدٌ عَنِ الأَهْوَاءِ وَاللَّذَّاتِ.

وَعَلَى كُلِّ حَالٍ لَا حَرَجَ مِنْ أَنْ يُنْزِلَ المَرْأَةَ في قَبْرِهَا رَجُلٌ أَجْنَبِيٌّ عَنْهَا، وَالأَحَقُّ في إِنْزَالِهَا رَجُلٌ مِنْ مَحَارِمِهَا، فَإِنْ لَمْ يُوجَدْ فَرَجُلٌ أَجْنَبِيٌّ، وَيُسْتَحَبُّ أَنْ لَا يَكُونَ مُقَارِفَاً إِثْمَاً، وَلَا أَتَى أَهْلَهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

1361 مشاهدة
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  فتاوى متعلقة بالحديث الشريف

 السؤال :
 2023-11-23
 4606
مَا صِحَّةُ حَدِيثِ: (أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا اثْنَانِ: امْرَأَةٌ عَصَتْ زَوْجَهَا، وَإِمَامُ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ)؟
 السؤال :
 2023-09-17
 4149
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ سَيِّدَنَا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَفَضَ إِحْضَارَ كِتَابٍ أَرَادَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَكْتُبَ فِيهِ للأُمَّةِ، حَتَّى لَا يَضِلُّوا مِنْ بَعْدِهِ؟
 السؤال :
 2023-08-07
 3423
مَا مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الجَنَّةِ»؟
 السؤال :
 2023-02-25
 3524
مَا صِحَّةُ الحَدِيثِ الشَّرِيفِ: «أُمَّتِي أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ»؟ وَمَا مَعْنَاهُ؟
 السؤال :
 2023-02-25
 1971
لَقَدِ انْتَشَرَتْ في صُفُوفِ النِّسَاءِ الأَحَادِيثُ المَكْذُوبَةُ عَنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، مِنْ قِبَلِ بَعْضِ النِّسَاءِ اللَّوَاتِي يَتَظَاهَرْنَ بِأَنَّهُنَّ دَاعِيَاتٌ إلى اللهِ تعالى، فَمَا حُكْمُ ذَلِكَ؟
 السؤال :
 2022-09-09
 3715
هُنَاكَ بَعْضُ المُشَكِّكِينَ في دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُونَ: أَيْنَ المُسَاوَاةُ في دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، مِنْ خِلَالِ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَقِيلُوا ذَوِي الْهَيْئَاتِ عَثَرَاتِهِمْ إِلَّا الْحُدُودَ»؟

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 412896561
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :