العُبُودِيَّةُ للهِ عَزَّ وَجَلَّ هِيَ الغَايَةُ مِنْ وَرَاءِ الخَلْقِ، قَالَ تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾. ... المزيد
خُلُقُ الرَّحْمَةِ هُوَ مِنْ أَخْلَاقِ الدُّعَاةِ إلى اللهِ تعالى؛ وَسَادَةُ الدُّعَاةِ هُمُ الأَنْبِيَاءُ وَالمُرْسَلُونَ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، لِذَا كَانَ هَذَا الخُلُقُ مَعَ كُلِّ نَبِيٍّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَقُولُ لِقَوْمِهِ: ﴿إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾. ... المزيد
أَهَمُّ جَارِحَةٍ يَجِبُ على المُؤْمِنِ أَنْ يَهْتَمَّ بِسَلَامَتِهَا هِيَ جَارِحَةُ القَلْبِ، لِأَنَّ الإِيمَانَ الكَامِلَ وَالحَقِيقِيَّ لَا يَكُونُ إِلَّا مَعَ سَلَامَةِ القَلْبِ مِمَّا لَا يُحِبُّهُ اللهُ تعالى وَلَا يَرْضَاهُ، وَلِأَنَّهُ لَا نَجَاةَ وَلَا فَلَاحَ يَوْمَ القِيَامَةِ إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ. ... المزيد
الفَارِقُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلَفِ الأُمَّةِ لَيْسَ في غَزَارَةِ العِلْمِ، وَلَكِنْ في نَقَاءِ القُلُوبِ وَصَفَائِهَا. ... المزيد
مِمَّا أَفَاءَهُ اللهُ تعالى عَلَيْنَا أَنْ جَعَلَ سَيِّدَنَا مُحَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حَظَّنَا مِنَ النَّبِيِّينَ، قَالَ تعالى: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى المُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولَاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾. ... المزيد
رَبُ الزَّمَانِ، وَفَقْدُ الأَحِبَّةِ، خَطْبٌ مُؤْلِمٌ، وَحَدَثٌ مُوجِعٌ، وَأَمْرٌ مُزْعِجٌ، وَهُيَ مِنْ أَشَدِّ المَصَائِبِ التي تُصيبُ الإِنْسَانَ، وَتَكَادُ أَنْ تَكُونَ الأَحْدَاثُ وَالكُرَبُ نَارَاً تَسْتَعِرُ ... المزيد
لَقَدْ أَصْبَحْنَا في زَمَنٍ لَوْ ظُلِمَ فِيهِ أَحَدُنَا بِنَفْسِهِ، أَوْ مَالِهِ، أَوْ في أَيِّ حَاجَةٍ مِنْ حَوَائِجِهِ، أَوْ مَصْلَحَةٍ مِنْ مَصَالِحِهِ، أَلْبَسَ قَضِيَّتَهُ بِلِبَاسِ الدِّينِ، وَأَظْهَرَ أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَنْتَقِمَ لِدِينِ اللهِ تعالى لَا لِنَفْسِهِ، وَأَنَّهُ يَذُبُّ وَيُدَافِعُ عَنْ دِينِ اللهِ تَبَارَكَ وتعالى، وَهُوَ في الحَقِيقَةِ يَذُبُّ وَيُدَافِعُ عَنْ نَفْسِهِ، وَيَظْهَرُ أَنَّهُ يــُنَافِحُ عَنْ دِينِ اللهِ تعالى، وَهُوَ في الحَقِيقَةِ يُنَافِحُ عَنْ نَفْسِهِ. ... المزيد
لَقَدْ مَنَّ اللهُ تعالى عَلَيْنَا بِهَذَا الدِّينِ الذي قَالَ فِيهِ مَوْلَانَا عَزَّ وَجَلَّ: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينَاً﴾. هَذَا الدِّينُ هُوَ أَمَانَةٌ في أَعْنَاقِنَا، وَيَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نُبَلِّغَهُ للآخَرِينَ، وَذَلِكَ لِأَمْرِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً» رواه الإمام البخاري عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. ... المزيد
لَقَدْ كَانَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَغْضَبُ كَثِيرَاً إِذَا رَأَى إِحْبَاطَاً أَوْ يَأْسَاً في قَلْبِ إِنْسَانٍ مُسْلِمٍ مَهْمَا كَانَتِ الأَسْبَابُ التي تُؤَدِّي إلى ذَلِكَ اليَأْسِ، وَلَا يَعْتَرِفُ بِأَيِّ مُسَبِّبٍ. ... المزيد
لَقَدْ جَهِلَ النَّاسُ حَقِيقَةَ هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، فَمَا عَرَفُوهَا مِنْ خِلَالِ وَصْفِ القُرْآنِ العَظِيمِ لَهَا، وَجَهِلُوا الغَايَةَ مِنْ وُجُودِهِمْ فِيهَا، لِذَا تَرَاهُمْ تَائِهِينَ حَيَارَى، ضَائِعِينَ في مُنْحَنَيَاتِ الطَّرِيقِ، وَالكَثِيرُ مِنْهُمْ يَبْقَى في حَيْرَتِهِ ضَائِعَاً في مُنْحَنَيَاتِ الطَّرِيقِ حَتَّى يَأْتِيَهُ مَلَكُ المَوْتِ فَيَسُلَّ رُوحَهُ، فَيَعْصِرُ الأَلَمُ نَفْسَهُ، وَالحَسْرَةُ وَالنَّدَامَةُ تَأْكُلُ قَلْبَهُ، فَإِذَا بِهِ يَتَذَكَّرُ العُمُرَ الذي قَضَاهُ بِدُونِ فَائِدَةٍ وَلَا جَدْوَى ... المزيد
كَمْ يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَشْكُرَ اللهَ تعالى على نِعْمَةِ الإِسْلَامِ وَالإِيمَانِ الذي نَعِيشُ في كَنَفِهِ، وَنَحْيَا في ظِلِّ سَمَاحَتِهِ، وَنَتَقَلَّبُ في كَمَالِهِ؟ ... المزيد
لَقَدْ أَكْرَمَنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِدِينٍ عَلَّمَنَا بِهِ الإِنْصَافَ مِنْ خِلَالِ القُرْآنِ العَظِيمِ، وَمِنْ خِلَالِ السُّنَّةِ المُطَهَّرَةِ، وَسِيرَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. ... المزيد
عَظَمَةُ هَذَا الدِّينِ وَقُوَّتُهُ إنَّمَا تَظْهَرُ وَتَتَجَسَّدُ في كَوْنِهِ دِينَاً رَبَّانِيَّاً، شَرَّعَهُ الذي خَلَقَ الإِنْسَانَ، شَرَّعَهُ الذي يَعْلَمُ تَرْكِيبَ هَذَا الإِنْسَانِ، هَذِهِ الصِّفَةُ لِدِينِ اللهِ تعالى صِفَةُ كَمَالٍ وَشُمُولٍ وَعَدْلٍ، فَلَا تَعْتَرِيهِ جَوَانِبُ نَقْصٍ، وَلَا تُزَعْزِعُهُ أَو تَلْعَبُ بِهِ الأَهْوَاءُ وَالرَّغَبَاتُ ... المزيد
التَّوَاضُعُ بَيْنَ المُسْلِمِينَ خَصْلَةٌ مَرْجُوَّةٌ، وَهِيَ أُسٌّ في خُلُقِ المُجْتَمَعَاتِ، بِالتَّوَاضُعِ يَمِيزُ اللهُ تعالى الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ، بِالتَّوَاضُعِ تُكْتَسَبُ السَّلَامَةُ، وُتُورَثُ الأُلْفَةُ ... المزيد
هَذِهِ الحَيَاةُ الدُّنْيَا دَارُ الغُرُورِ، وَهِيَ ضُرَّةٌ للآخِرَةِ، فَمَنْ أَحَبَّهَا أَضَرَّ بِآخِرَتِهِ، وَمَنْ أَحَبَّ الآخِرَةَ أَضَرَّ بِدُنْيَاهُ، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحَبَّ دُنْيَاهُ أَضَرَّ بِآخِرَتِهِ، وَمَنْ أَحَبَّ آخِرَتَهُ أَضَرَّ بِدُنْيَاهُ، فَآثِرُوا مَا يَبْقَى عَلَى مَا يَفْنَى» رواه الإمام أحمد والحاكم عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. ... المزيد
مِنَ العِبَادَةِ التي خُلِقْنَا مِنْ أَجْلِهَا عِبَادَةُ الدُّعَاءِ، قَالَ تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾. ... المزيد
كُلُّ إِنْسَانٍ قُدْوَةٌ لِغَيْرِهِ، وَمَا مِنْ إِنْسَانٍ إلا وَهُوَ قُدْوَةٌ مِنْ حَيْثُ يَدْرِي أَو لَا يَدْرِي، فَالأَبُ قدْوَةٌ، وَالأُمُّ قُدْوَةٌ، وَالأَخُ قُدْوَةٌ، وَالمَسْؤُولُ قُدوَةٌ، وَالأُسْتَاذُ قُدْوَةٌ، وَالصَّدِيقُ قُدْوَةٌ، وَكُلُّ إِنْسَانٍ تَرَاهُ يَأْمُرُ في ظَاهِرِ الأَمْرِ بِالمَعْرُوفِ، وَيَنْهَى عَنِ المُنْكَرِ حَسْبَ زَعْمِهِ قُدْوَةٌ. ... المزيد
مِنْ أَسْبَابِ وَدَوَاعِي الإِيمَانِ وَالتَّصْدِيقِ، أَنْ تَجِدَ كُلَّ قَوْلٍ أَو فِعْلٍ يَصْدُرُ عَمَّنْ تُؤْمِنُ بِهِ وَتُصَدِّقُهُ لَا يَخْرُجُ عَنِ الصِّدْقِ وَالحَقِّ قَيْدَ أُنْمُلَةٍ. ... المزيد
الإِنْسَانُ تُعْرَفُ حَقِيقَتُهُ مِنْ خِلَالِ اخْتِلَاطِهِ بِالنَّاسِ، وَمِنْ خِلَالِ شِدَّةِ قُرْبِهِ مِنَ النَّاسِ، وَخَاصَّةً إِذَا كَانَ هَؤُلَاءِ النَّاسُ مِنْ أَهْلِ الذَّكَاءِ وَالفِطْنَةِ. ... المزيد
لَوْ قَرَأْنَا تَارِيخَ البَشَرِيَّةِ فَإِنَّا نَجِدُ انْفِصَالَاً وَتَبَايُنَاً بَيْنَ المَثَلِ وَالوَاقِعِ، بَيْنَ القَوْلِ وَالفِعْلِ. ... المزيد