يَجِبُ عَلَى الوَلَدِ وَصْلُ وَالِدَيْهِ، وَإِنْ هَجَرَاهُ، كَمَا يَجِبُ بِرُّهُمَا وَإِنْ قَطَعَاهُ، وَالإِحْسَانُ إِلَيْهِمَا وَإِنْ أَسَاءَا إِلَيْهِ، وَالتَّوَدُّدُ إِلَيْهِمَا وَإِنْ حَرَمَاهُ وَأَبْعَدَاهُ، لِأَنَّهُ يَكُونُ في ذَلِكَ قَدْ أَدَّى مَا يَجِبُ عَلَيْهِ، وَقَامَ بِحَقِّهِمَا، وَبَقِيَ مَا عَلَيْهِمَا، وَلَا يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْ أَجْلِ أَنْ يَنَالَ مِنْهُمَا خَيْرَاً، إِنَّمَا هُوَ حَقٌّ يُؤَدِّيهِ قِيَامَاً بِحَقِّ اللهِ تعالى عَلَيْهِ فِيهِمَا، فَيَنَالُ الثَّوَابَ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. ... المزيد
مِنْ عِظَمِ مَكَانَةِ الوَالِدَيْنِ، وَوُجُوبِ بِرِّهِمَا، وَالإِحْسَانِ إِلَيْهِمَا، أَنْ جَعَلَ اللهُ تعالى رِضَاهُ في رِضَاهُمَا، وَسَخَطَهُ في سَخَطِهِمَا، فَمَنْ أَرْضَاهُمَا فَقَدْ أَرْضَى اللهَ تعالى، وَمَنْ أَسْخَطَهُمَا فَقَدْ أَسْخَطَ اللهَ تعالى. ... المزيد
مِنْ عِظَمِ مَكَانَةِ الوَالِدَيْنِ في دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمِنْ عِظَمِ وُجُوبِ بِرِّهِمَا وَالإِحْسَانِ إِلَيْهِمَا، أَنْ جَعَلَهُمَا اللهُ تعالى أَوْسَطَ أَبْوَابِ الجَنَّةِ، فَالمُؤْمِنُ الحَقُّ هُوَ الذي يُحَافِظُ عَلَى ذَلِكَ البَابِ بِالبِرِّ وَالإِحْسَانِ وَالتَّقْدِيرِ، وَأَمَّا الذي زَهِدَ في الآخِرَةِ، وَلَمْ يُفَكِّرْ بِهَا، فَإِنَّهُ يُضَيِّعُ هَذَا البَابَ بِالعُقُوقِ وَالعِصْيَانِ وَالتَّمَرُّدِ وَالاسْتِعْلَاءِ عَلَيْهِمَا. ... المزيد
مِنْ عِظَمِ حَقِّ الوَالِدَيْنِ عَلَى الأَبْنَاءِ، أَنَّ اللهَ تعالى، وَسَيِّدَنَا مُحَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَطْلَقَ يَدَ الوَالِدِ في مَالِ أَبْنَائِهِ، يَأْخُذُ مِنْهُ مَا يُرِيدُ إِذَا كَانَ مُحْتَاجَاً، لِأَنَّ الوَلَدَ مِنْ كَسْبِ وَالِدِهِ؛ وَخَيْرُ مَا يَأْكُلُ الرَّجُلُ مِنْ كَسْبِ يَدِهِ. ... المزيد
مِمَّا يَدُلُّ عَلَى عِظَمِ مَكَانَةِ الوَالِدَيْنِ، وَرِفْعَةِ قَدْرِهِمَا، أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وتعالى وَرَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَد أَمَرَا بِالإِحْسَانِ إِلَيْهِمَا، وَإِنْ كَانَا كَافِرَيْنِ أَو مُـشْرِكَيْنِ، فَضلَاً إِنْ كَانَا فَاسِقَيْنِ فَاجِرَيْنِ، كَيْفَ لَا يَكُونُ كَذَلِكَ، وَاللهُ تعالى يَقُولُ: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ﴾. ... المزيد
بِرُّ الوَالِدَيْنِ مِنْ آكَدِ الحُقُوقِ وَأَعْظَمِهَا وَأَوْلَاهَا بِالعِنَايَةِ وَالرِّعَايَةِ التي تَجِبُ عَلَى الأَبْنَاءِ، وَلِهَذَا كَانَ الأَنْبِيَاءُ وَالمُرْسَلُونَ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ هُمْ أَوْلَى مَنْ يَقُومُ بِهَذَا الوَاجِبِ، لِأَنَّهُمْ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قُدْوَةٌ للأُمَمِ الذينَ يَعِيشُونَ فِيهِمْ. فَيَا أَيُّهَا الأَبْنَاءُ وَالبَنَاتُ، إِذَا كُنْتُمْ حَرِيصِينَ كُلَّ الحِرْصِ عَلَى دُخُولِ الجَنَّةِ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ، فَاسْلُكُوا سَبِيلَهُمْ، وَتَخَلَّقُوا بِأَخْلَاقِهِمْ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا بَرَرَةً بِآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ بِشَهَادَةِ اللهِ تعالى. ... المزيد
مِن عِظَمِ مَكَانَةِ الوَالِدَيْنِ في دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَمَرَ اللهُ تعالى الأَبْنَاءَ بالإِحْسَانِ إِلَيْهِمَا، وَالعَطْفِ عَلَيْهِمَا، لِأَنَّهُمَا أَهْلٌ لِذَلِكَ، وَخَاصَّةً إِذَا تَقَدَّمَتْ بِهِمَا السِّنُّ، وَضَعُفَتْ قُوَّتُهُمَا، وَافْتَقَرَا. ... المزيد
لَو نَظَرْنَا في كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ نَظْرَةَ تَأَمُّلٍ وَتَدْقِيقٍ، فَإِنَّا نَجِدُ الحَقَّ جَلَّتْ قُدْرَتُهُ أَوْصَى بِالوَالِدَيْنِ في آيَاتٍ كَثِيرَةٍ تَتْرَى، وَجَاءَتْ هَذِهِ الآيَاتُ بَعْدَ الآيَاتِ التي تَأْمُرُ الأُمَّةَ بِالتَّوْحِيدِ، وَالنَّهْيِ عَنِ الشِّرْكِ، مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَهَمِّيَّةِ الإِحْسَانِ للوَالِدَيْنِ، وَالتَّأْكِيدِ عَلَى بِرِّهِمَا، وَالعِنَايَةِ بِهِمَا، وَالتَّحْذِيرِ مِنْ عُقُوقِهِمَا. ... المزيد
بِرُّ الوَالِدَيْنِ مِنْ أَحَبِّ الأَعْمَالِ إلى اللهِ تعالى، كَمَا أَنَّ العُقُوقَ مِنْ أَكْبَرِ الكَبَائِرِ، وَقَدْ جَعَلَ اللهُ تعالى بِرَّ الوَالِدَيْنِ أَفْضَلَ مِنَ الجِهَادِ في سَبِيلِ اللهِ تعالى، وَحَذَّرَ العَبْدَ مِنَ الخُرُوجِ للجِهَادِ أَو للهِجْرَةِ إِلَّا بَعْدَ اسْتِئْذَانِ الوَالِدَيْنِ. ... المزيد
مِنَ الوَاجِبِ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ أَنْ يَعْلَمَا مَكَانَةَ الوَالِدَيْنِ في هَذَا الدِّينِ الحَنِيفِ، وَأَنْ يَعْلَمَا بِأَنَّ اللهَ تعالى قَدْ أَعْظَمَ حَقَّهُمَا، حَتَّى جَعَلَ رِضَاهُ تَبَارَكَ وَتعالى في رِضَاهُمَا، وَأَنَّهُمَا جَنَّةُ الوَلَدِ أَو نَارُهُ، وَأَنَّ الوَلَدَ عَاجِزٌ عَنْ أَدَاءِ حَقِّهِمَا مَهْمَا فَعَلَ، فَهُمَا حَمَلَاهُ، وَرَبَّيَاهُ، وَكَانَا أَحْرَصَ عَلَيْهِ مِنَ العَيْنِ عَلَى النَّظَرِ، وَمِنَ الأُذُنِ عَلَى السَّمَعِ. ... المزيد