المُؤمِنُ الواثِقُ بِرَبِّهِ عزَّ وجلَّ لا تُفقِدُهُ الأزمَةُ ولا الشَّدائِدُ والمِحَنُ والمَصائِبُ نورَ الإيمانِ من قَلبِهِ، لأنَّهُ على يَقينٍ بأنَّهُ لا يَستَطيعُ أحَدٌ مهما أوتِيَ من قُوَّةٍ وجَبَروتٍ ومَنزِلَةٍ وعِلمٍ وقُدرَةٍ، ومهما بَلَغَتْ مَنزِلَتُهُ أن يَقطَعَ عنهُ رِزقَهُ، أو يَنتَقِصَ من أجَلِهِ شيئاً، لأنَّهُ على يَقينٍ من قَولِهِ تعالى: ﴿نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾. ... المزيد
إنَّ الثِّقَةَ بِاللهِ تعالى هيَ خُلاصَةُ التَّوَكُّلِ عَلَيهِ، وهيَ قِمَّةُ التَّفويضِ لله تعالى. ... المزيد
إنَّ مِمَّا لا شَكَّ فِيهِ أنَّ الأُمَّةَ تَعيشُ في شِدَّةٍ وبَلاءٍ وكَربٍ عَظيمٍ، ولكن وبِكُلِّ أَسَفٍ هُناكَ من يَزيدُ هذا الحَالَ الذي تَمُرُّ به الأُمَّةُ يَأساً وَقُنُوطَاً من رَحمَةِ الله عزَّ وجلَّ. ... المزيد
ما أَعظَمَ هذا الدِّينَ، وما أَجمَلَ ما فِيهِ من تَشرِيعٍ وأَحكَامٍ، ولا عَجَبَ في ذلكَ ولا غَرَابَةَ، فإنَّهُ من اللَّطِيفِ الخَبِيرِ، فلقد جَعَلَ هذا الدِّينُ الحَنِيفُ للوَالِدَينِ مَكَانَةً عَظِيمَةً كَرِيمَةً، إذ جَعَلَ حَقَّهُمَا بَعدَ حَقِّ اللهِ تعالى، فقال تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً﴾. ... المزيد
إنَّ من آمَنَ بالله تعالى، وآمَنَ بِصِفَاتِهِ العُلا، وأسمَائِهِ الحُسنَى، وعَرَفَ طَبيعَةَ هذهِ الحَياةِ الدُّنيا، وَطَّنَ نَفسَهَ على احتِمالِ المَكَارِهِ، وَوَاجَهَ الأعباءَ مَهما ثَقُلَت، بِصَدْرٍ وَاسِعٍ، مُستَعيناً بالله عزَّ وجلَّ. ... المزيد
رَبُّنا عزَّ وجلَّ فَعَّالٌ لما يُريدُ، ولا يُسأَلْ عمَّا يَفعَلُ، وهُم يُسأَلونَ، رَبُّنا عزَّ وجلَّ وجَلَّت قُدرَتُهُ كُلَّ يَومٍ هوَ في شَأنٍ، رَبُّنا عزَّ وجلَّ يَرفَعُ من يَشاءُ، ويَضَعُ من يَشاءُ، يُعِزُّ من يَشاءُ، ويُذِلُّ من يَشاءُ، يُؤتي مُلكَهُ من يَشاءُ، ويَنزِعُهُ عمَّن يَشاءُ. ... المزيد
لقد ضَاقَ الخِنَاقُ عَلَينَا في هذهِ الأَزمَةِ، فما من أَحَدٍ إلا وَيَشكُو إلى اللهِ تعالى من شِدَّةِ هذهِ الأَزمَةِ على القُلُوبِ، هَمٌّ وغَمٌّ وكَربٌ عَظِيمٌ، الكُلُّ يَتَطَلَّعُ إلى تَفرِيجِ الكَربِ، الكُلُّ يَتَسَاءَلُ مَتَى الفَرَجُ؟ ... المزيد
الإيمانُ في القُلوبِ يَخْلَقُ كما يَخْلَقُ الثَّوبُ بِسَبَبِ الذُّنوبِ والمَعاصِي، فَلْنَسألِ اللَه تعالى أن يُجَدِّدَ الإيمانَ في قُلوبِنا. ... المزيد
يا من يَنتَظِرُ الفَرَجَ من الله تعالى، ويَحلُمُ بأجرِ الصَّابِرِينَ عِندَ الله تعالى، أقولُ لِنَفسِي ولَكُم جَميعاً: كُفُّوا ألسِنَتَكُم عَمَّا يُسخِطُ اللهَ تعالى، كُفُّوا ألسِنَتَكُم ولا تَتَأَلَّوا على الله تعالى، كُفُّوا ألسِنَتَكُم ولا تقولوا على الله ما لا تَعلَمونَ، واسمَعوا حَديثَ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الذي رواه الإمام أحمد والترمذي عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قالَ رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الْأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذُرْوَةِ سَنَامِهِ؟». ... المزيد
إنَّ أَمَلَ الإنسانِ في الأزَماتِ وفي الشَّدَائِدِ وأيَّامِ المِحَنِ والابتِلاءاتِ والرَّزَايا لَيسَ وَهْماً، ولا مُكَابَرَةً، ولا تَعَامِياً عن الوَاقِعِ والأحدَاثِ، ولكنَّهُ عَقِيدَةٌ رَاسِخَةٌ في قَلبِهِ، يَعمَلُ مِن خِلالِهَا، وبِهِ يُوَاجِهُ الصِّعَابَ والشَّدَائِدَ، وذلكَ من خِلالِ قَولِهِ تعالى: ﴿وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾. ومن خِلالِ قَولِهِ تعالى: ﴿وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾. ... المزيد
العَبدُ المُؤمِنُ الحَقُّ هوَ الذي يَغتَنِمُ أنفَاسَ عُمُرِهِ في التَّوبَةِ للهِ عزَّ وجلَّ، قَبلَ أن تَقَعَ رُوحُهُ في الغَرغَرَةِ، لِقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ» رواه الإمام أَحمد عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما. ... المزيد
إنَّ للأخلاقِ الفَاضِلَةِ في دِينِنَا العَظِيمِ مَكَانَةٌ سَامِيَةٌ وعَالِيَةٌ، وهيَ حَجَرُ الأَسَاسِ لِبِنَاءِ المُجتَمَعِ المُتَمَاسِكِ، وهيَ المَدَارُ العَظِيمُ لِتَزكِيَةِ النَّفسِ، وهيَ دَعوَةُ الأنبِيَاءِ والمُرسَلِينَ وعِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ. ... المزيد
إِنَّ شَهْرَ رَمَضَانَ غَايتُهُ التَّقوَى، قَالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾. فاللهَ اللهَ في تَقوَاهُ، واللهَ اللهَ في مُرَاقَبَتِهِ، واللهَ اللهَ في طَاعَتِهِ، واللهَ اللهَ في اجتِنَابِ مَعصِيَتِهِ ﴿إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾ ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾. ... المزيد
إِنَّ العَبْدَ المُؤْمِنَ هُوَ الذي عَرَفَ الغَايَةَ مِنْ خَلْقِهِ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَذَلِكَ مِنْ خِلَالِ قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُون * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُون * إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ المَتِين﴾. ... المزيد
إِنَّ مُهِمَّةَ العَبْدِ المُؤْمِنِ العِبَادَةُ، وَمِنْ هَذِهِ العِبَادَةِ الإِصْلَاحُ، قَالَ تعالى حِكَايَةً عَلَى لِسَانِ سَيِّدِنَا شُعَيْبٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيب﴾. ... المزيد
هُنَاكَ أُمُورٌ إِنْ تَنَبَّهَ إِلَيْهَا المُسْلِمُ في أَيَّامِ الفِتَنِ عَصَمَ عَقِيدَتَهُ بِإِذْنِ اللهِ تعالى مِنَ التَّزَعْزُعِ، وَجَعَلَهُ اللهُ تعالى في حِصنٍ حَصِينٍ يَقيهِ مِنَ الرِّيَبِ والشَّكِّ وَالوَسَاوِسِ، وَمِنْ أَهَمِّ هَذِهِ الأُمورِ أَنْ يَعْلَمَ الإِنْسَانُ المُسْلِمُ بِأَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وتعالى أَلْزَمَ ذَاتَهُ العَلِيَّةَ بِإِهْلَاكِ الظَّالمِينَ الطُّغاةِ الذينَ يَعِيثُونَ في الأَرْضِ فَسَادَاً، ... المزيد
مِنْ هَدْيِ القُرْآنِ العَظِيمِ، وَمِنْ عَدْلِ اللهِ تعالى أَنَّهُ شَرَعَ القِصَاصَ، لِأَنَّ القِصَاصَ ضَمَانٌ لِحَيَاةِ النَّاسِ جَمِيعَاً، قَالَ تعالى: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون﴾. وَهُوَ أَعْدَلُ الطُّرُقِ وَأَقْوَمُهَا. ... المزيد
لَقَدْ ضَاقَتْ صُدورُ كَثِيرٍ مِنَ المؤمنينَ مِمَّا يَجْرِي عَلَى أَرْضِنَا المُبَارَكَةِ، وكَثُرَ السُّؤالُ: ما هوَ العلاجُ لِضِيقِ الصَّدرِ؟ ... المزيد
الخَيْرُ كُلُّ الخَيْرِ في التَّعَامُلِ مَعَ اللهِ تعالى، وقَد خَابَ وخَسِرَ مَن لَمْ يَتَعَامَلْ مَعَ اللهِ تعالى، فَيَا مَن آمَنَ باللهِ تعالى واليَومِ الآخِرِ، تَسَاءَلْ مَعَ نَفْسِكَ هذهِ الأَسْئِلَةَ وخُذِ الجَوَابَ من سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، الصَّادِقِ المَصْدُوقِ. ... المزيد
لَقَدْ أَرْسَلَ اللهُ تعالى سَيِّدَنَا مُحَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِلَيْنَا لِيَدُلَّنَا عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ... المزيد