طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن نقل الميت من بلد إلى آخر قبل دفنه عند الحنفية لا بأس به، وعند الشافعية والحنابلة لا يجوز نقل الميت قبل الدفن من بلد إلى آخر إلا لغرض صحيح، لأن ذلك أخف لمؤنته، وأسلم له من التغيير، وأما إذا كان لغرض صحيح فيجوز.
وعند المالكية يجوز نقل الميت من مكان إلى آخر قبل الدفن أو بعده بشروط:
1. أن لا ينفجر حال نقله.
2. أن لا تنتهك حرمته.
3. أن يكون في نقله مصلحة، ومن جملة المصلحة أن يدفن بين أهله، أو لأجل قرب زيارة أهله، أو مكان ترجى البركة فيه.
واتفق الفقهاء على حرمة دفن المسلم في مقابر الكافرين، وكذلك دفن الكافر في مقابر المسلمين.
وبناء على ذلك:
فإذا وجدت مقبرة للمسلمين في الدولة التي توفيت فيها هذه المرأة فالأولى دفنها لأن ذلك أخفُّ مؤنة وأسلم لها من التغيير، وإذا لم توجد مقبرة للمسلمين فيحرم دفنها في مقابر الكافرين، وكذلك دفن الكافر في مقابر المسلمين.
وإذا أرادوا نقلها إلى بلدها لتدفن بين أهلها، وليتمكّنوا من زيارتها فلا حرج في ذلك إن شاء الله تعالى، إذا حُوفظ على حرمتها، وأُمن تغيرها. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |