طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فهذه الآية الكريمة لها صلة بالآيات السابقة التي قال فيها ربنا عز وجل: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُون}. بعد أن بين الله تعالى حكم الخمر والميسر النهائي، وأكَّد التحريم وشدَّد في الوعيد بقوله: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ}. كما قال تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم}. بعد ذلك بيَّن مولانا عز وجل حكم الذين ماتوا قبل تحريم الخمر وهم يشربونها، وحكم الأحياء الذين شربوا الخمر وأكلوا الميسر قبل التحريم، فقال: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ}. إذ ليس للشرع الحنيف أثر رجعي، إذا ما اتقوا الله، وآمنوا بما أنزل من أحكام، وعملوا الصالحات التي شرعها الله تعالى من عبادات ومعاملات وأخلاق، ثم اتَّقوا ما حرم الله عليهم من الآثام الظاهرة والباطنة، ثم استمروا على إيمانهم والأعمال الصالحة حتى يلقوا الله تعالى على ذلك، والله يحب المحسنين. اللهم اجعلنا منهم. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |