طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد روى الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِن الْعَذَابِ، يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَنَوْمَهُ، فَإِذَا قَضَى نَهْمَتَهُ ـ حَاجَتَهُ ـ فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْلِهِ».
وروى الإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «سَافِرُوا تَصِحُّوا، وَاغْزُوا تَسْتَغْنُوا».
وروى الطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عن ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «سَافِرُوا تَصِحُّوا وَتَسْلَمُوا».
ولا تَعَارُضَ بَينَ الحَدِيثَينِ الشَّرِيفَينِ، لأنَّهُ لا يَلزَمُ من الصِّحَّةِ في السَّفَرِ لما فِيهِ من الحَرَكَةِ، أن لا يَكُونَ قِطعَةً من العَذَابِ لما فِيهِ من المَشَقَّةِ، فَصَارَ كالدَّوَاءِ المُرِّ المُعقِبِ للصِّحَّةِ.
وبناء على ذلك:
فلا تَعَارُضَ بَينَ الحَدِيثَينِ الشَّرِيفَينِ، فالسَّفَرُ فِيهِ مَشَقَّةٌ، ولكن هذهِ المَشَقَّةُ تَعقِبُهَا صِحَّةٌ وعَافِيَةٌ، كالدَّوَاءِ المُرِّ يَأخُذُهُ المَرِيضُ وفِيهِ شِفَاءٌ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |