طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ، فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ، فَإِنْ كَانُوا فِي السُّنَّةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ سِلْماً، وَلَا يَؤُمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي سُلْطَانِهِ، وَلَا يَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ عَلَى تَكْرِمَتِهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ».
واتَّفَقَ الفُقَهَاءُ على أَنَّهُ إذا اجتَمَعَ قَومٌ في بَيتٍ، ولَمْ يَكُنْ فِيهِم ذُو سُلطَانٍ، يُقَدَّمُ صَاحِبُ البَيتِ ولَو كَانَ فِيهِ مَن هوَ أَفقَهُ مِنهُ، مَا دَامَ عَالِمَاً بِأَحكَامِ الصَّلاةِ، وذلكَ للحَدِيثِ الشَّرِيفِ السَّابِقِ.
وبناء على ذلك:
فالأَحَقُّ بالإِمَامَةِ صَاحِبُ البَيتِ، إذا كَانَ مُسْتَجْمِعَاً لِشُرُوطِ صِحَّةِ الصَّلاةِ، ولَو كَانَ في القَومِ أَفقَهُ أو أَورَعُ أو أَقرَأُ مِنهُ، لَكِنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِصَاحِبِ المَنزِلِ أن يَأْذَنَ لِمَن هوَ أَفضَلُ مِنهُ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |