طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَدْ جَاءَ في كِتَابِ الإِصَابَةِ في تَعْرِيفِ الصَّحَابَةِ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ سِنَانٍ كَانَ قَبْلَ بِعْثَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يُدْرِكْ بِعْثَتَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. هذا أولاً.
ثانياً: جَاءَ في المُعْجَمِ الكَبِيرِ للطَّبَرَانِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: جَاءَتْ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ سِنَانَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَبَسَطَ لَهَا ثَوْبَهُ وَقَالَ: «بِنْتُ نَبِيٍّ ضَيَّعَهُ قَوْمُهُ» وَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ، يُعَارِضُ الحَدِيثَ الصَّحِيحَ الذي يَقُولُ فِيهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِابْنِ مَرْيَمَ، الْأَنْبِيَاءُ أَوْلَادُ عَلَّاتٍ (هُمُ الإِخْوَةُ لِأَبٍ وَاحِدٍ مِنْ أُمَّهَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ؛ وَالمَعْنَى أَنَّ شَرَائِعَهُمْ مُتَّفِقَةٌ مِنْ حَيْثُ الأُصُولُ وَإِنِ اخْتَلَفَتْ مِنْ حَيْثُ الفُرُوعُ حَسْبَ الزَّمَنِ وَحَسْبَ العُمُومِ وَالخُصُوصِ) وَلَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ» رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وبناء على ذلك:
فَأَصَحُّ الأَقْوَالِ أَنَّهُ لَيْسَ بِنَبِيٍّ، وَلَكِنَّهُ رَجُلٌ صَالِحٌ كَانَ في زَمَنِ الفَتْرَةِ.
وَمَا يُذْكَرُ عَنْ طَائِرٍ في زَمَنِهِ يُسَمَّى العَنْقَاءَ وَدَعَا عَلَيْهِ فَانْقَرَضَ، لَا أَصْلَ لَهُ. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |