السؤال :
لَقَدِ ابْتُلِيتُ بِقَرْضِ أَظْفَارِي بِأَسْنَانِي مِنْ زَمَنٍ طَوِيلٍ، فَهَلْ في ذَلِكَ مِنْ حَرَجٍ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 10550
 2020-07-22

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ أَكْرَمَنَا اللهُ تعالى بِهَذَا الدِّينِ الحَنِيفِ الذي حَرَّضَنَا عَلَى مَحَاسِنِ الأَخْلَاقِ وَالعَادَاتِ، وَنَهَانَا عَنْ مَسَاوِئِهَا وَسَفَاسِفِهَا، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ» رواه الإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وفي رواية للحاكم والبزار: «بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلَاقِ» .

وروى البيهقي عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَالْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، وَمَنْ يَتَحَرَّى الْخَيْرَ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَوَقَّى الشَّرَّ يُوقَهُ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَإِنَّ قَرْضَ الأَظْفَارِ بِالأَسْنَانِ وَخَاصَّةً أَمَامَ النَّاسِ مِنَ العَادَاتِ السَّيِّئَةِ، وَقَدْ يَتَرَتَّبُ عَلَى ذَلِكَ ضَرَرٌ وَأَذًى عَلَى الجِسْمِ لِمَا قَدْ يَجْتَمِعُ تَحْتَ الأَظْفَارَ مِنْ أَوْسَاخٍ.

لِذَلِكَ يَنْبَغِي عَلَيْكَ أَنْ تَحْمِلَ نَفْسَكَ عَلَى الكَفِّ عَنْ هَذِهِ العَادَةِ، وَالأَمْرُ يَحْتَاجُ إلى مُجَاهَدَةٍ للنَّفْسِ وَصَبْرٍ عَلَى ذَلِكَ، وَقَدْ يَكُونُ الأَمْرُ صَعْبًا في بَدْءِ الأَمْرِ، وَلَكِنْ لَا بُدَّ مِنَ المُجَاهَدَةِ وَحَمْلِ النَّفْسِ عَلَى تَرْكِ هَذِهِ العَادَةِ حَتَّى يَسْتَقِيمَ الحَالُ، وَإِذَا حَرِصْتَ عَلَى تَقْلِيمِ أَظْفَارِكَ في الأُسْبُوعِ مَرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثَةً بِالقَرَّاضَةِ لَعَلَّ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ سَبَبًا لِتَرْكِ هَذِهِ العَادَةِ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجَزْ. هذا، والله تعالى أعلم.