السؤال :
جَاءَ في مُسْنَدِ الإمام أحمد عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي، فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، تَعَوَّذِي بِاللهِ مِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ، هَذَا غَاسِقٌ إِذَا وَقَبَ». مَا مَعْنَى هَذَا الحَدِيثِ الشَّرِيفِ؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 10695
 2020-10-06

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

 فَالحَدِيثُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ، رواه الإمام أحمد في مُسْنَدِهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي، فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، تَعَوَّذِي بِاللهِ مِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ، هَذَا غَاسِقٌ إِذَا وَقَبَ».

الغَسَقُ: ظُلْمَةُ أَوَّلِ اللَّيْلِ، وَالغَاسِقُ: هُوَ القَمَرُ، أَو اللَّيْلُ إِذَا غَابَ الشَّفَقُ.

وَمَعْنَى: وَقَبَ: دَخَلَ.

قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «هَذَا غَاسِقٌ إِذَا وَقَبَ»: يَعْنِي: تَعَوَّذِي بِاللهِ تعالى إِذَا دَخَلَ القَمَرُ في الخُسُوفِ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَقَدْ طَلَبَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنَّا أَنْ نَسْتَعِيذَ بِاللهِ تعالى إِذَا دَخَلَ القَمَرُ في الخُسُوفِ، وَذَهَبَ ضَوْءُهُ لِكَوْنِهِ آيَةً مِنْ آيَاتِ اللهِ تعالى، يُخَوِّفُ اللهُ تعالى بِهِ عِبَادَهُ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، يُخَوِّفُ اللهُ بِهِمَا عِبَادَهُ، وَإِنَّهُمَا لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئًا فَصَلُّوا، وَادْعُوا اللهَ حَتَّى يُكْشَفَ مَا بِكُمْ». هذا، والله تعالى أعلم.