طباعة |
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فعلم الله تعالى يختلف اختلافاً كبيراً عن علم البشر، فالله سبحانه وتعالى محيط بكل شيء علماً، وليس مُحاطاً، كما قال تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ} [البقرة: 255].
فهو عليم بالأشياء قبل وجودها وأثناء وجودها وبعد وجودها، يعلم ظاهرها وباطنها، دقيقها وجليَّها، في أولها وآخرها، في بدايتها ونهايتها، وعلم الله تعالى سابق لكل الموجودات، والعلم هو سبب وجود الأشياء، فعلمه سبحانه وتعالى بالأمور كلِّها ـ الغيبية عنا والمشاهدة عندنا، لأنه لا غيب على الله تعالى ـ يعلمها بعلمه لأنه العليم العلام، ولأنه خالق الأشياء وموجدها، والعلم يسبق الموجودات. هذا، والله تعالى أعلم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 https://www.naasan.net/print.ph/ |